كاتب سعودي
غريب عجيب هذا الرجل، وأعجب وأغرب تعاملنا معه. فبعد الصفح عن مؤامرته مع آخرين في إنشاء مجالس وروابط معادية للمملكة بعد حرب تحرير الكويت، وابتزازه دول المنطقة سنين طويلة بدعوى حفظ الأمن ومقاومة الإرهاب، وبعد اكتشاف تآمره مع “القاعدة” ضد المملكة، ثم استدراجه الحوثيين نحو مغامرة الاعتداء على حدود المملكة، ثم اكتشافه من قبل قومه وانقلابهم عليه.
بعد هذا كله، وبعد أن عالجته المملكة وكان شبه متوفى؛ حسب اعترافه الشخصي، وإعادته واستمرار رفضه من قبل الشعب اليمني، وقفت المملكة معه فأخرجته من كل القضايا التي كانت مرفوعة والتي كانت سترفع عليه مثل “الشعرة من العجينة” آمنا على ماله وأسرته ونفسه قبل هذا كله.
انقلب علي صالح على أكبر من تفضلوا عليه، ليثبت نظرية قديمة جديدة هي أن “ذيل الكلب أعوج”. كما أثبت قبلها نظرية “أنا وبعدي الطوفان”. يعلم المخلوع أن اليمن لن يكون بخير ما دام ضحية للميليشيات وما دام عملاء إيران يعيثون في الأرض الفساد، ويرهنون الوطن، كما فعل سابقوهم للفرس، وهي أرض العرب ومصدر العروبة منذ فجر التاريخ.
لكن يبدو أن علي صالح أمعن في استذكائه، واعتقاده أنه لم ينكشف بعد، فانقلب على حلفائه الجدد عندما رأى العين الحمراء، وعرف أن اليمن الجديد لن يتهاون مع الأعداء.
أذكِّر المخلوع بمقولة “تستطيع أن تخدع بعض الناس كل الوقت، وتستطيع أن تخدع كل الناس بعض الوقت، ولكنك لن تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت”.
أكاد أجزم أن كل من يقرأ المبادرات التي تصدر يوما بعد الآخر، يشعر أن الرجل بمنتهى الغباء. هو ليس في موقف تقديم المبادرات، كان يجب أن يعرف هذا عندما رفضت دول التحالف عرضه الأول بأن يخرج من اليمن وينهي تحالفه مع الحوثي.
القضية ليست قضية مبادرات ولا قضية استخفاف بعقول الناس كما تعودت أن تفعل. القضية اليوم أكبر منك، وما أنت سوى “كرت محروق”. كلما قدمت مبادرة فلتعلم أنك تستفز بها الشعب اليمني أولا ثم شعوب العالم التي ساهمت في عملية العاصفة، بل إنك تثير سخرية الصغار قبل الكبار وأنت تنادي بسلامتك بغض النظر عمن تحالفوا معك.
المصدر: الاقتصادية
http://www.aleqt.com/2015/05/04/article_954842.html