أكد أحمد أبو الفضل، مدير عام منطقة الخليج لوحدة أعمال الرعاية الصحية في شركة «ميرك»، أن صناعة الأدوية في الإمارات تتجه نحو مستقبل ملهم.
وقال: بعد وصوله إلى مفترق طرق التعافي من الوباء، ومع الحاجة إلى التميز الرقمي، يسعى العالم اليوم إلى المزيد من الابتكار والشمول الرقمي، والأهم من ذلك المزيد من الجهود لتحقيق الرفاهية. وتعد الصناعة الصيدلانية الأفضل بين القطاعات التي يتناسب معها هذا الوصف.
وأضاف: على حد تعبير أبقراط: «عندما تحب فن الطب، فإنك ستحب الإنسانية أيضاً». وازدادت أهمية هذا القطاع والحاجة إلى تنميته والاستثمار فيه بشكل كبير خلال العامين الماضيين، وأصبح الطريق بعد التعافي أسهل بالنسبة إلى الدول التي استثمرت وقتها وطاقتها في قطاع الأدوية.
ومع ذلك، فإن تعزيز النمو على مسار التقدم يمكن أن يتحقق من خلال الابتكار. وفي شركة «ميرك»، يمثل العلم جوهر كل ما نقوم به، لأنه يقود الاكتشافات التي نقوم بها والتقنيات التي نبتكرها.
وننطلق في كل ما نقوم به من ثقتنا وإيماننا بالعلوم والتكنولوجيا باعتبارهما من قوى الخير، فالإيمان هو الذي دفع عملنا منذ عام 1668، وسيستمر في إلهامنا من أجل التوصل إلى طرق أكثر إسعاداً واستدامة للعيش.
وقال: مع تعاقب الأجيال، تتقدم معرفتنا وخبرتنا في الطب باستمرار، بما يساعد على صقل تقنياتنا، وتعزيز فهمنا لواحدة من المهن الأساسية، مع خطوة التطوير الحالية المتمثل في تطوير الطب الدقيق الذي يوفر فرصاً للقطاع لاستخدام المعلومات والابتكار والأدوات الرقمية للوقاية من الأمراض، وتشخيصها وعلاجها بدقة تقترب من الأساليب الجراحية، لا سيما وأنه يتم الأخذ في الحسبان العوامل الوراثية والبيئة ونمط الحياة للمريض، لتحديد نوع الأدوية الذي سيعمل بشكل أفضل في حالاتهم.
وتابع: مع ذلك، لم يتم التوصل إلى هذه العملية بسهولة، ولا يتم إجراؤها بسلاسة، بل يعتمد التنفيذ الناجح لنموذج الطب الدقيق على عدد من العوامل، نذكر منها قدرات البحث والتطوير والبراعة الرقمية، وكلاهما أقدمت البلدان التقدمية الطموحة على الاستثمار فيهما بسخاء.
وقال: على الصعيد الإقليمي، نجد على سبيل المثال أن البنية التحتية للأدوية قد شهدت طفرة في النمو والتطور في الماضي القريب، حيث قدمت أحدث الابتكارات في الطب، فضلاً عن تحسين قدراتها البحثية، وتوظيف المواهب وتعزيزها في هذا القطاع على مستوى أوسع.
وانعكست هذه الجهود في قطاع الأدوية بدولة الإمارات العربية المتحدة، ليتطور بشكل كبير على مر العقود، ما أدى إلى ظهور مبادرات التعافي المبتكرة. وعلاوة على كل ما ذكر، فإن ضمان صحة الناس ورفاههم يندرجان ضمن اختصاص كل دولة، وذلك من خلال الاستفادة من قوة القطاع للمساهمة في خلق حياة أفضل للمقيمين والزوار على حدٍ سواء.
وتابع: على الصعيد المحلي، تستضيف دولة الإمارات العربية المتحدة عدداً من المناطق الحرة التي تعمل على تعزيز هذا القطاع بفاعلية، بما في ذلك مدينة دبي الطبية، ومجمع دبي للعلوم، والمنطقة الحرة لجبل علي، حيث تمثل جميعها وجهات مثالية لشركات الأدوية، بفضل خدماتها وفوائدها اللوجستية، لا سيما وأنها لا تلعب دوراً رئيسياً في التقدم الشامل للقطاع فحسب، لكنها تتيح لنا في شركة «ميرك» شحن منتجاتنا من مستودعاتنا اللوجستية في الإمارات، من خلال الاستفادة من عملية الشحن المبسطة.
وإضافة إلى ذلك، ستستفيد المرافق الطبية من الأدوات الرائدة نتيجة التوجه الرقمي، واستخدام التكنولوجيا للقياس والتدخل في خدمة صحة الإنسان. ويتيح هذا النهج للمرضى ومقدمي الرعاية الصحية أدوات ذكية لمعالجة مجموعة واسعة من الحالات، من خلال القياسات الفعالة والتدخلات القائمة على البيانات.
وقال إنه قد يتعذر أن يكون الطريق ممهداً إلى الأمام إلا باستخدام اللبنات الأساسية لما تعلمناه وخبرناه.
وكما يقولون: «ادرس الماضي إذا كنت تريد استكشاف المستقبل»، وسجلت صناعة المستحضرات الصيدلانية ارتفاعاً ملهماً، بدءاً من الرعاية الصحية التجريبية إلى اكتساب القطاع قدراً أعلى من القوة والرقمنة، وعدم الاعتماد فقط على ما يتصوره ويتعلمه العاملون في هذا القطاع، وتمهيد الطريق إلى الأمام لمستقبل صحي لا يقبل إلا بالأفضل للمرضى في جميع الأوقات.
المصدر: البيان