شاب رياضي يتعرض لابتزاز إلكتروني من رجل ادعى أنه فتاة، واستدرجه من أحد مواقع التواصل إلى تطبيق مغمور وصوره في أوضاع مخلة، وشاب آخر يستجيب لفتاة وهمية ادعت أن والدتها مريضة ويرسل إليها 17 ألف درهم، وعندما سئل عن سبب استجابته لها قال «بدافع الخير»، وموظف يقرأ عن جريمة ابتزاز إلكتروني في بعض المواقع فيستهويه الأمر، ويقرر تنفيذ الجريمة ولكن بأسلوب مختلف، وغيرها من الجرائم التي سجلتها إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية في شرطة دبي.
الفريق خميس مطر المزينة، أكد لـ«الإمارات اليوم»، أن محترفي الابتزاز الجنسي الإلكتروني يطورون أساليبهم بشكل مستمر، للإيقاع بمزيد من الضحايا، مستغلين نشر كثيرين صوراً تدل على ثرائهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مشدداً على ضرورة عدم الاستجابة لهؤلاء المجرمين لأن الخضوع لهم مرة واحدة يدفعهم إلى التمادي في جرائمهم.
«بالمصادفة، قرأت في بعض المواقع عن جريمة ابتزاز جنسي إلكتروني، استطاع المتهم فيها جني أموال كثيرة من ضحاياه في وقت وجيز، الأمر الذي أغراني وجعلني أبحث في المواقع الإلكترونية عن مثل هذه الجرائم، وقررت تطوير أسلوب خاص بي، وبالفعل استطعت الاستيلاء على مبالغ من الضحايا خلال فترة قصيرة»، جاء ذلك ضمن اعترافات موظف متهم بالابتزاز الجنسي أمام إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية في شرطة دبي، الذي بدأ الكشف عن جرائمه، عندما تلقت الإدارة بلاغاً من أحد الضحايا، يفيد بأنه تعرف إلى امرأة عبر حسابه على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، وتوطدت علاقتهما في أيام معدودة، وأنها ادعت أن أمها مريضة وطلبت منه أموالاً لعلاجها، فاستجاب لها بدافع «الشهامة» وفعل الخير، ليكتشف لاحقاً أن محدثه رجل.
وحسب المزينة، فإن المتهم في هذه القضية دأب على استهداف أفراد نشطين على مواقع تواصل، تنقل أحداث حياتهم اليومية «my story»، ويتعمدون الاستعراض وإظهار الثراء، سواء بنشر صورهم أثناء السفر، أو سياراتهم أومنازلهم، ولا يحصرون مشاهدتها على أسرهم أو أصدقائهم، كما أنهم يقبلون إضافة الغرباء.
المتهم من جنسية دولة عربية، ويقيم في الدولة، وأنشأ حسابات وهمية بأسماء فتيات، وأرسل طلبات صداقة لعدد من هواة التعارف، وبعد أن قبلوها وطد علاقته معهم، وطلب منهم أموالاً على سبيل المساعدة، واستطاع جمع مبالغ من أشخاص لم يلتزموا الحذر واكتشفوا في النهاية أنهم وقعوا ضحية احتيال، وبعضهم استدرج لجريمة الابتزاز، وفق إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية.
الشرطة تعاملت سريعاً مع الشكوى، وتوصلت إلى المتهم وأعدت له كميناً وقبضت عليه. وخلال التحقيق مع المتهم اعترف بأنه قرأ جيداً عن أساليب الابتزاز والاحتيال الإلكتروني وقرر تطوير أسلوبه الخاص، واستطاع الحصول على مبلغ كبير من ضحاياه، وتعمد طلب تحويل الأموال على شخص يعيش في بلاده، حتى يصعب تعقبه من قبل الشرطة، لكنه وقع في النهاية وأحيل إلى النيابة العامة.
مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون البحث الجنائي، اللواء خليل ابراهيم المنصوري، قال إن إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية رصدت أسلوباً مختلفاً عن الطريقة التقليدية التي انتشرت في السنوات الأخيرة، عبر جر الضحايا إلى برنامج محادثة عبر الفيديو وتصويرهم في أوضاع مخلة، كاشفاً عن جريمة سجلت أخيراً، وقع فيها شاب خليجي (19 عاماً) ضحية أحد المبتزين استدرجه من موقع تواصل إلى تطبيق جديد غير معروف لكثيرين، وصوره في أوضاع مخلة.
«اعتقدنا أنه أدمن على المخدرات»، هكذا وصف والد الشاب لإدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية حالة ابنه حين رصد تغيراً غريباً في سلوكياته من شاب رياضي له نشاط اجتماعي لديه مئات المتابعين على شبكات التواصل، إلى شخص شارد ومنطوٍ.
ووفق «المنصوري» انخرط الشاب في علاقة افتراضية مع شخص ادعى أنه فتاة خليجية، واستدرجه إلى برنامج غير منتشر، ثم نجح في تصويره في أوضاع مخلة، بعدها أفصح له عن هويته وطلب منه مبالغ مالية مقابل عدم فضحه.
وحاول الشاب التهرب من المتهم بتجميد حسابه، لكن الأخير أعد خطته جيداً بإضافة شقيق الضحية وأصدقائه إلى حساب وهمي آخر، وأرسل إليهم رسالة ذكر فيها «أبلغوه بأن يتواصل معي وإلا سوف أفضحه وأرسل إليهم رابط المحتوى المخل الذي صوره».
ولم يستطع الضحية المقاومة كثيراً، وبدأ في تحويل الأموال إلى المتهم حتى وصل إجمالي المبالغ قرابة الـ 40 ألف درهم على أكثر من مرة خلال خمسة أيام فقط، حسب المنصوري، الذي أوضح أن الشرطة بادرت بإغلاق الحسابات الوهمية للمتهم كافة.
وتابع أن الإشكالية التي رصدتها المباحث الإلكترونية في شرطة دبي، انتباه المجرمين الإلكترونيين إلى الجوانب القانونية وحرصهم على استغلال الثغرات، فيتواصلون مع الضحايا عبر برنامج محادثة معروف، يمكن استخدامه بشرائح هاتفية مختلفة، حتى يدعون في حالة القبض عليهم أنهم ليسوا أصحاب هذه الشرائح المسجلة بأسماء آخرين، ويفلتون من العقاب.
نائب مدير إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية، المقدم سالم بن سالمين، قال إن المجرمين الإلكترونيين يستهدفون عادة الشباب صغار السن حديثي العهد بمواقع التواصل الاجتماعي.
وأشار إلى أن البعض يتجاوب بطريقة ساذجة مع المجرمين لدرجة أن أحد الضحايا دفع قرابة 17 ألف درهم، وحين سُئل عن السبب قال إنه بدافع فعل الخير، إذ أعطى المبلغ حين توسلت إليه فتاة تعرفت إليه لمساعدتها في علاج أمها.
المصدر: الإمارات اليوم