وشهد شاهد من أهلها! لقد ثبت علمياً أن جميع أجناس البشر ينحدرون من أصول عربية. يعني أن كل العالم عرب! هكذا خلصت دراسة في علم الوراثة بجامعة “ليدز” حسب ما نشرته مؤخراً وكالة أنباء الشرق الأوسط.
إذن نحن أصل العالم؟ وكل أجناس البشر، من أقصى الشرق وأقصى الغرب، هم أولاد عمنا ومنا وفينا؟ لكنني حينما قرأت الخبر سألت نفسي: وهل نحن ناقصون استعراضاً وتعالياً على كل الأمم؟ ألم نمن على العالم أننا اكتشفنا الصفر ولولا هذا الصفر العظيم لما نشأت حضارات ولا ظهرت اكتشافات؟ ألم نرفع ضغط العالم بالخوارزمي وابن سينا وابن بطوطة؟ ألسنا من أشغل نفسه وأشغل العالم كله بالحديث الطويل والممل عن أمجاد الماضي وأخباره، الصحيح منها و”المزبرق”؟ اليوم معنا كامل الحق أن نذّل العالم كله بهذا الاكتشاف الجديد. فشكسبير فعلاً طلع الشيخ زبير كما أفتانا القذافي وسخرنا به. وسيتسابق العرب على تصنيف أصول مشاهير العالم ومجانينه. سيظهر لنا من يزعم أن بيل كلينتون من حمولته وآخر سيقسم بأغلظ الأيمان أن في كاسترو عرقاً من قبيلته. وهكذا تصبح كل الحضارات الإنسانية عربية لأن أصحابها من أصول عربية. تقول الدراسة إن كل الأجناس البشرية “قد أمضت مئات الآلاف من السنين في بلاد العرب قبل أن يهاجروا إلى أوروبا وآسيا والمناطق الثلجية والأمريكيتين في العصر الحديث”. يا ساتر! ماذا لو اقتنع السبعة مليار إنسان أن أصولهم عربية؟ هل سيطالبون بحقوقهم “التاريخية” في صحارى العرب ونفطهم؟ أم نطالب نحن بحصتنا في ثرواتهم باعتبار أننا الأصل وهم الفرع؟
حيا الله أولاد عمنا الذين رحلوا لبلدان المطر والثلج وتركونا للغبار والرمل ولهيب الشمس!
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٧١) صفحة (٣٦) بتاريخ (١٣-٠٢-٢٠١٢)