أولت الإمارات اهتماماً مبكراً للأمن السيبراني، انطلاقاً من رؤية شاملة وإدراك أعمق لطبيعة الدور الذي ينهض به هذا القطاع، ووفرت له البنية التحتية المتطورة والتشريعات المتقدمة والمواكبة لما تحقق له.
ومن هنا كان تأسيس مجلس الأمن السيبراني التابع لمجلس الوزراء، واعتماده المعايير الوطنية للأمن السيبراني.
العالم على موعد مع حروب وتعقيدات لم تكن معروفة من قبل مع ظهور المخاطر السيبرانية والتهديدات والتحديات المتطورة بها، والتي تستطيع أن تشل حركة دول وجيوشها، وتعطل قدراتها العسكرية وحركة أسواقها ومطاراتها.
وكعادتها الريادية دائماً، كانت الإمارات سباقة لتنظيم التمرين السيبراني الافتراضي الأول من نوعه «سايبر 193» الذي جمع أكثر من 140 من مختلف أنحاء العالم تحت شعار «تفصلنا المسافات ويجمعنا العالم الافتراضي»، والذي نظمه مجلس الأمن السيبراني، بالتعاون مع معرض «إكسبو» والاتحاد الدولي للاتصالات؛ وذلك بهدف الوصول إلى «عالم متّحد سيبرانياً».
جسد التمرين مبادرة عالمية جديدة من الإمارات في إطار مبادراتها المتعددة لتعزيز السلام والتسامح والتعاون الدولي، بما يعزز الشراكات الدولية الداعمة للقدرات الوطنية السيبرانية، وكذلك الدول المشاركة، وتؤكد المبادرة الجهود العالمية التي تقودها الإمارات لرسم مستقبل الأمن السيبراني؛ لأنه يعني باختصار الأمن والسلام للجميع.
المبادرة، والتمرين اللذان جاءا ضمن فعاليات معرض «إكسبو 2020 دبي»، كانا بهدف توحيد الجهود ورفع القدرات لحماية المجتمعات من «قراصنة العصر» ممن يتبعون جهات معادية أو تنظيمات إرهابية أو شبكات إجرامية تتخذ من الفضاء المفتوح ساحات لتنفيذ غاياتها وأجنداتها الخبيثة التي لم توفر مجالاً إلا وتحاول أن تنفذ منه، خاصة فيما يتعلق بنشر الأفكار الخبيثة والاحتيال والنصب الإلكتروني وغسيل الأموال وتهريب المخدرات والاتجار بالبشر واستدراج القصر والأغرار لتجنيدهم، وتابعنا كيف استغل تنظيم «داعش» الإرهابي هذا الفضاء أبشع وأسوأ استغلال لتمويل عملياته القذرة، واستقطاب عناصر استخدمها في حربه، قبل أن يتكاتف العالم ويقطع دابره ويجتث جذوره، ليظهر بعد ذلك في مناطق أخرى من العالم، وبالذات في أفريقيا ووسط آسيا، مستغلاً تراجع التعاون الدولي.
«سايبر193» شهد «محاكاة لما يزيد على 20 تمريناً سيبرانياً في مجالات الاستجابة السريعة للحوادث الإلكترونية وإدارة الأزمات والرؤية الشاملة للأمن السيبراني».
المبادرة الإماراتية الجديدة تذكير للعالم بأهمية التعاون والتكامل في مواجهة التهديدات والتحديات المتزايدة في عالم اليوم، فالمخاطر واحدة، وتؤثر على الجميع وتهدد الجميع، وبتعاوننا معاً ننتصر.
المصدر: الاتحاد