بنى المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أمة، وكتب تاريخاً جديداً للمنطقة التي شهدت من خلال سياساته نهضة حقيقية باتت نموذجاً للنمو والتنمية وتوظيف الموارد لخدمة البشر، ليصبح إرثه ذاكرة وطن محفورة في وجدان العالم كرست المبادئ والقيم الأخلاقية والإنسانية، وجعل الخير والعطاء نهجاً للأجيال.
وقاد المغفور له الشيخ زايد تجربة رائدة انطلقت من ربوع الصحراء ليؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، فبنى أمة يفخر أبناؤها بالانتساب إليه وحمل رايتها والدفاع عنها، وتحول إلى رمز عالمي للتسامح والخير والعطاء الإنساني.
ونجح في ربط اسم الإمارات في الوعي الجمعي العالمي بكل القيم الإنسانية النبيلة، من خلال فطرته القويمة التي انطلقت من مفهوم شامل ومتكامل للإنسانية والسمو الحضاري، الذي يمزج قيم الأصالة وتقاليدها بتعاليم ديننا الحنيف ويضفي عليها من شخصيته، رحمه الله، هالة من الخصوصية والتفرد، جعلت منه شخصية تاريخية استثنائية.
أبهرت شخصية الشيخ زايد وحكمته العالم فأجمع الناس على احترام ومحبة هذه الشخصية الاستثنائية التي شكلت أسمى أنواع الوفاء لقائد الإنسانية في العطاء والخير لمواقفه المشرفة وإنجازاته الكبيرة التي سجلها التاريخ بأحرف من ذهب.
ويترجم إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أن عام 2018 في دولة الإمارات سيحمل شعار «عام زايد»، مشاعر العزة الفخر الوطني بالإرث الإنساني الذي تركه القائد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثره، ليفتح المجال أمام الجهود المؤسسية والبحثية والمنهجية المدروسة لدراسة وتسجيل وتوثيق هذا الإرث باعتباره ذاكرة الأمة وركيزة مبادئها الأخلاقية والإنسانية، التي تستند إليها منذ تأسيس دولة الاتحاد في الثاني من ديسمبر عام 1971.
مناسبة وطنية
ويعتبر «عام زايد» مناسبة وطنية تقام للاحتفاء بالقائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بمناسبة ذكرى مرور مئة سنة على ميلاده، وذلك لإبراز دور المغفور له في تأسيس وبناء دولة الإمارات، بجانب إنجازاته المحلية والعالمية.
ويأتي الإعلان تزامناً مع ذكرى يوم جلوس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في 6 أغسطس 1966 عندما تولى مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي، إذا يؤكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، أن الشيخ زايد هو رمز الحكمة والخير والعطاء، ليس في الإمارات والخليج فحسب.
وإنما على المستويين العربي والدولي، ولا تزال مواقفه ومبادراته شاهدة على استثنائيته بوصفه قائداً عصرياً يحظى بتقدير جميع شعوب ودول المنطقة والعالم.
أهداف
وسيتم تركيز العمل خلال العام الجديد على تحقيق أهداف عدة، الأول إبراز دور المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، في تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، ووضع وترسيخ أسس نهضتها الحديثة، وإنجازاتها على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، فضلاً عن تقدير شخصه، رحمه الله.
وما جسده من مبادئ وقيم مثلت، ولا تزال، الأساس الصلب الذي نهضت عليه دولة الإمارات العربية المتحدة، وما يكِنه له شعبه من حب وولاء، كما سيركز على تخليد شخصية الشيخ زايد ومبادئه وقيمه عالمياً كونه مثالاً لواحد من أعظم الشخصيات القيادية في العالم.
ومن أكثرها إلهاماً في صبره وحكمته ورؤيته، وتعزيز مكانة المغفور له الشيخ زايد بوصفه رمزاً للوطنية وحب الوطن، كذلك تخليد إرث الشيخ زايد عبر مشروعات ومبادرات مستقبلية تتوافق مع رؤيته وقيمه.
وبحسب ما أكده صاحب السمو رئيس الدولة فإن اختيار عام 2018 ليكون «عام زايد» يجسد المكانة الاستثنائية والفريدة التي يمثلها المغفور له الشيخ زايد لدى كل إماراتي، فهو القائد المؤسس لدولة الاتحاد، وواضع أسس النهضة العصرية التي تشهدها دولة الإمارات على المستويات كافة، وهو رمز الحكمة والخير والعطاء؛ ليس في الإمارات والخليج فحسب، وإنما على المستويين العربي والدولي.
ولا تزال مواقفه ومبادراته شاهدة على استثنائيته بوصفه قائداً عصرياً يحظى بتقدير جميع شعوب ودول المنطقة والعالم.
وتنطوي مبادرة «عام زايد» والاحتفاء بالقائد المؤسس المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، على فرص عديدة لتعزيز القيم والمبادئ وتفجير الطاقات الوطنية للعمل بمزيد من الحماس والحافزية من أجل المستقبل، إذ يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «إننا نستلهم من مدرسة زايد في القيادة والإدارة قيمة العمل من أجل المستقبل .
فإذا كان الشيخ زايد، رحمه الله، وضع اللبنات القوية لدولة الاتحاد التي ينعم الجميع بثمارها وحصادها الطيب الآن على المستويات كافة فإننا نواصل نهجه الطيب ونتطلع بكل تفاؤل إلى المستقبل ولهذا أطلقنا «مئوية الإمارات 2071» التي تشكل برنامج عمل حكومياً شاملاً وموسعاً يتضمن وضع استراتيجية وطنية لتعزيز سمعة الدولة وقوتها الناعمة.
وضمان وجود مصادر متنوعة للإيرادات الحكومية، بعيداً عن النفط إضافة إلى الاستثمار في التعليم الذي يركز على التكنولوجيا المتقدمة وبناء منظومة قيم أخلاقية إماراتية في أجيال المستقبل ورفع مستوى الإنتاجية في الاقتصاد الوطني وتعزيز التماسك المجتمعي».
مسيرة حافلة
وتأتي هذه المناسبة تقديراً لما قدمه الشيخ زايد خلال مسيرة حافلة بالعطاء غرس خلالها قيماً سامية في أبناء الإمارات، وفي مقدِّمتها الحكمة والاحترام والعزيمة والانتماء إلى هذا الوطن والاستعداد للتضحية من أجله بكل غال ونفيس، وترجمة هذه القيم في السلوك اليومي لأبناء الوطن سوف يعزز توحد البيت الداخلي والولاء والانتماء للوطن وقيادته والحفاظ على الإنجازات والمكتسبات والذود عنه.
وهذا ما تترجمه دعوة صاحب السمو رئيس الدولة إلى جعل العام 2018 عاماً زاخراً بالمنجزات، وصياغة المبادرات والفعاليات والبرامج التي تجسد أهمية هذه الشخصية التاريخية الكبيرة، وتحاكي مضمونه، وتبرز الدور الريادي للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في وضع الدولة على خريطة العالمية بفضل قيادته وحكمته وحنكته ورؤيته وحسن تدبيره، معتبراً هذه المناسبة عزيزة وغالية.
ولها وقع كبير في القلوب، إذ شكلت تلك الفترة بما تضمنته من ثوابت ومنجزات منعرجاً مهماً لخص تاريخ دولة، وحلم شعب في التطور والازدهار والنماء والبناء الحضاري غير المسبوق في مدى زمني وجيز.
حرص
تعكس المبادرة حرص قيادتنا الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، على مواصلة نهج الخير والعطاء على أرض الإمارات.
حيث جاء إعلان «عام زايد» خلال «عام الخير»، في رسالة من قادة الإمارات للعالم أجمع أن تمديد الخير ليشمل رمز هذه القيمة النبيلة ونموذجاً للأثير في الداخل وعلى المستوى العالمي، فزايد، طيب الله ثراه، صاحب رؤية عالمية فريدة في نشر الخير والعطاء الإنساني من دون حدود، ولا تفرقة بين لون وجنس وعرق.
لا يزال الشيخ زايد، رحمه الله، باق في وجدان العالم من خلال سيرة كتبها في أعمال الخير والعطاء الإنساني، حيث امتدت أياديه البيضاء لتغيث الملهوفين، ومساعدة الضعفاء، وإسعاف المحتاجين، وتضميد جراح المنكوبين في مختلف بقاع العالم من دون تمييز على أساس دين أو عرق أو لون، من خلال مشروعات الخير والنماء التي بناها في العديد من المجتمعات والدول.
وقد كان إعلان 2017 عاماً للخير يمثل امتداداً لنهج زايد الخير بلا مقابل والعطاء بلا حدود، وفي «عام زايد» سيستشعر فيه الوطن مآثر زايد وإرثه العظيم، ليعايش أبناؤه حقباً زمنية مفعمة بالخير والعطاء ستظل محفورة في وجدانهم.
حيث إن اعتبار عام 2018 «عام زايد»، مناسبة وطنية، ما هو إلا امتداد لنهج الخير والعطاء الذي رسمته الدولة لنفسها منذ النشأة، وأن إطلاق هذه المبادرة تأتي من كون المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لا يزال يعيش بيننا، فكراً وروحاً، وبكل ما قدمه لوطنه من عمارة الإنسان والمكان، الوطن والمواطن.
مبادئ أصيلة
ومن هنا يمثل «عام زايد» احتفاء بالقيم والمبادئ الأصيلة التي تأسست عليها الإمارات، حيث وضع المغفور له الشيخ زايد، أسساً متينة وراسخة للحضارة التي تتسم بها دولتنا اليوم.
وركز على بناء الإنسان، واعتبره أساس التنمية والتقدم، ونادى بالقيم والأخلاق والمبادئ الإنسانية الأصيلة التي بهديها تسير دولتنا، وتحقق إنجازاتها لتكون في مصافي الأمم المتطورة. إن إرث زايد، رحمه الله، إرث شامل يجمع بين الخير والمعرفة والحق والعدالة والتسامح، وتقديم المساندة لكل من يحتاجها، ونحن في مؤسسة الأوقاف وشؤون القصّر نعتبر أن هذا الإرث يلهمنا ويدعم مساعينا لمزيد من العمل والعطاء.
كما يشكِّل مبادرة وطنية مهمة لتسليط الضوء على مسيرة عطاء وإنجازات الوالد الراحل الشيخ زايد، طيَّب الله ثراه، الذي أسس وإخوانه حكّام الإمارات دولة الاتحاد، هذا القائد الملهم الذي أرسى مبادئ وقيم التآخي والتلاحم ومساعدة الآخرين، لتشكل نهجاً يسير على خطاه أبناء الإمارات، قيادة وشعباً.
فضلاً عن أن «عام زايد» فرصة نستذكر من خلالها دور المؤسس، وجهوده الكبيرة في بناء دولة الإمارات، ولنستحضر رؤيته التي كانت، وما زالت أساساً لمسيرة التنمية والتقدم والازدهار التي شهدتها الدولة على مدار العقود الماضية.
ومثالاً للعمل الدؤوب والإنجاز على جميع المستويات حتى أصبحت دولتنا واحدة من أفضل دول العالم، وبالتالي فإن «عام زايد» سيكون منصة نعكس من خلالها ما غرسه المؤسس فينا، ونستلهم منها أفضل المعاني في حب الوطن وحماية منجزاته وصون مكتسباته.
نهج الشورى عزّز الثقة بين القيادة والشعب
اعتمد الشيخ زايد، رحمه الله، في حكمه على نهج الشورى، ونجح من خلاله في نسج خيوط الثقة بين القيادة والشعب من خلال التفاعل الشخصي مع جميع المواطنين، وقد عرف عنه قربه لشعبه وحرصه على اللقاءات والاجتماعات مع شرائح المجتمع كافة، واعتمد سياسات تنموية شاملة في المجالات كافة، حيث احتاجت الدولة آنذاك إلى جهود وطاقات جبارة لتحقيق النقلة النوعية التي أرادها.
وخطط لها القائد المؤسس لتلحق بركب التطور في العالم، وسرعان ما نجحت في ذلك وتجاوزت الكثير من الدول وأبهرت العالم بتقدمها وتطورها ومقدرتها على توظيف الموارد الطبيعية لخدمة تنمية الإنسان، وتم توفير الفرص لجميع مواطني الدولة من أجل أن يكون لهم دور فعّال في نجاح الأمة.
حيث لا تزال هذه الفلسفة واضحة في الدولة حتى اليوم وتتبعها القيادة الرشيدة في مختلف المجالات.كما نجح الشيخ زايد في توظيف عائدات النفط في بناء اقتصاد قوي ومتماسك، الأمر الذي جعل دولة الإمارات في مصاف الدول المتطورة اقتصادياً في المنطقة.
وانعكست ثمار هذه الرؤية الثاقبة إيجابياً على الإمارات وباتت حالياً تحتل المركز الثاني بين دول مجلس التعاون الخليجي، بعد السعودية، من حيث حجم الاقتصاد، والمركز الثالث في منطقة الشرق الأوسط ككل.
وأصبحت تمثل بحسب كثير من التقارير الدولية المرموقة، أهم مركز مالي واقتصادي في المنطقة، ويتبن ذلك من خلال مستوى معيشة المواطنين، حيث تصدرت دولة الإمارات الدول العربية، وتحتل المركز الـ(28 ) عالمياً في تقرير السعادة العالمي الأخير العالم العربي في ترتيب السعادة.
دخلت منطقة الخليج العربي عصراً جديداً من التطور مع اكتشاف النفط في إمارة أبوظبي في أواخر خمسينيات القرن العشرين أسهم في قلب المشهد الاقتصادي برمته، وعندما صَدَّرت أبوظبي أول شحنة نفط عام 1962 باتت الأمور جليّة والتحديات واضحة للمرحلة الجديدة من تاريخ أبوظبي على جميع الصعد: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية.
وكانت السياسية أبرزها، إذ كان البلد في أمس الحاجة إلى رؤية جديدة للحكم لتتصدى لتلك التحديات، وتخطط تخطيطاً ناجحاً لاستغلال أمثل لعوائد النفط، فجاء اختيار عائلة آل نهيان للشيخ زايد ليكون حاكماً لإمارة أبوظبي في 6 أغسطس 1966 مواكباً تلك المرحلة الجديدة من تاريخ أبوظبي.
رؤية استشرفت المستقبل لبناء دولة عصرية
استشرف الشيخ زايد، طيب الله ثراه، مستقبل الدولة لإسعاد أبناء الإمارات، وأدرك أن النفط مصدر محدود وناضب فغدت لديه رؤية واضحة في تطوير القطاع الصناعي بدولة الإمارات، وتركّز اهتمامه في تطوير قطاع التصنيع، الذي شهد نهضة كبيرة في عهده، ولا سيما في سبعينيات القرن الماضي. وتصدر تطوير البنية التحتية للدولة أولويات الشيخ زايد.
فأدرك منذ بدايات سني حكمه أهمية إنشاء الطرق الحديثة، ومدّ خطوط الهاتف، وتأسيس إعلام وطني لربط جميع الإمارات السبع، وبالفعل أثبتت الأيام بعد نظرته وسعة أفقه، فكانت الطرق الجديدة، والمطارات الدولية، والموانئ البحرية، وشبكات الخطوط الهاتفية المتطورة، التي أبرزت دولة الإمارات ودورها المهم في العالم الصناعي الحديث.
واحتلالها مكانة مرموقة بين أكثر دول العالم الصناعية تقدماً. وتابع الشيخ زايد شؤون دولته الوليدة الآخذة في النمو، ووزّع عوائد الثروة النفطية على جميع القطاعات بالدولة.
ولا سيما التي كانت بحاجة إلى التطوير. واهتم بالاقتصاد والتعليم، والتراث والثقافة، وحافظ على سمعة دولته بين أخواتها العربيات وبين دول العالم بفضل نظرته المستقبلية وأفقه الواسع، بل زادت سمعة الدولة بفضل الأمن والاستقرار اللذين حظيت بهما.
تخليد بصمات زايد في التاريخ الإماراتي والإنساني
يسلط الاحتفاء بعام زايد بمناسبة ذكرى مرور 100 سنة على ميلاده، الضوء على مجمل منجزات الراحل العظيم، ويخلد بصماته في التاريخ الإماراتي والإنساني، واطلاع الأجيال الجديدة على سيرة القائد المؤسس بمختلف دروسها وما انطوت عليه من قيم ومبادئ نبيلة، لا سيما أن هذه القيم والمبادئ من شأنها تعزيز الولاء والانتماء الوطني.
حيث إن استلهام موروثه الزاخر من القيم النبيلة وتعريف الأجيال الجديدة بها من أجل استحضارها والاقتداء بها في السلوك العام فالشيخ زايد قدوة لكل مواطن إماراتي والوفاء له يجب أن يكون باتباع مبادئه والعمل وفق قيمه التي رسخها داخل المجتمع الإماراتي.
فكرس حياته خدمة لوطنه ورفعته وتقدمه ولم تنل التحديات والصعوبات من عزيمته وإرادته الحية بل كانت المحرك الأساس له للمضي قدماً مدفوعاً بإرادة صلبة وثوابت راسخة ليشق بها طريقاً واضح المعالم، مهد لنا من خلاله إرساء أطر ودعائم التقدم عبر مواصلة حصد المكتسبات والمنجزات الفكرية والحضارية والاقتصادية والثقافية مع الالتزام بنهج أصيل لعاداتنا وتقاليدنا وموروثاتنا الإماراتية الراسخة.
حكيم العرب.. شخصية تميّزت بالحزم والإرادة والتصميم
كان لنشأة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في مدينة العين ومحيطها الصحراوي القاسي أثر واضح في تكوين شخصيته، إذ كان يتسم بسعة الصدر ونفاذ البصيرة وطول البال والحكمة، ولذلك لقب بـ«حكيم العرب». وتولى الشيخ زايد، منصب ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية عام 1946.
حيث انخرط بشكل مباشر بالشؤون الحكومية وبدأ يمارس تجربته في الحكم من مدينة العين. وخلال عامين تحول إلى شخصية نافذة وقوية في المنطقة تتميز بالحزم والإرادة والتصميم، كما برز مستمعاً ومصلحاً ووسيطاً في حل النزاعات، وهي الصفة التي لازمته طوال فترة حكمه، ليصبح لاحقاً خير من يسهم في حل الخلافات إقليمياً وعربياً ودولياً.
وأظهر الشيخ زايد، رحمه الله، شغفاً متزايداً بكل ما يمت إلى العربي الأصيل، كالصيد بالصقور، وركوب الهجن العربية الأصيلة والخيل، وإتقان الرماية.
وتشكَّلت شخصيته في فجر شبابه عندما كان في مدينة العين، واستمد الكثير من صفائها ورحابتها. واكتسب صفات الزعامة والقيادة السياسية التي اتسمت بها شخصيته الفذة. وعندما أختير الشيخ زايد ليكون حاكماً لإمارة أبوظبي، شرع بتحقيق إصلاحات واسعة في البلاد.
وبدأ يطور التعليم والصحة، ويخطط لتطوير المدن وقضايا الإسكان لأفراد الشعب، ووضع برنامجاً ضخماً لعملية الإنماء، وبدأ يدفع أبناء شعبه إلى المشاركة بكل طاقاتهم في هذه العملية، ودعا الكفاءات الأجنبية لدعم هذه المسيرة بالخبرات. ولم تمضِ أيام على تسلمه مقاليد الحكم حتى أعلن إقامة حكومة رسمية حديثة بالإدارات والدوائر، وأوكل إليها المهام اللازمة لتسييرأمور الدولة.
المصدر: البيان