حينما استخدمت لقب «الشيخ» وأنا أكتب عن وزير خارجية الإمارات في تويتر رد علي طالباً أن أكتفي وأنا أخاطبه بـ«أبو فاطمة». في وقت قصير كسر الشيخ عبدالله ألف حاجز – بعضها وهمي – بينه وبين شباب بلاده.اقرأ تعليقاته على تويتر تجدها في الغالب تعليقات على تغريدات لشباب من الجنسين من بلاده، يشجع هذا و يرد التحية على ذاك، في لغة من التفاعل الإيجابي بين «الشيخ» وشباب وطنه.
هكذا يمكن لمسؤول في مكانة عبد الله بن زايد أن يقترب أكثر من وعي الشباب في وطنه ومنطقته. وهذا ما بحت أصواتنا و نحن ننادي به منذ سنوات: ليقترب المسؤول العربي من شباب بلاده بدلاً من تلك الفوقية في التعامل وتجاهل وعي الشباب وهمومه وتطلعاته.
لم يعد المسؤول في محيطنا اليوم بحاجة لــ «حاجب» بينه وبين هموم مواطنيه فقنوات التواصل المباشر كسرت تلك «الجدران» التي عزلت المسؤول طويلاً عن حقائق مجتمعه. ولكيلا يسقط «جدار برلين» العربي فوق رؤوسنا جميعاً، علينا أن نستثمر هذه النوافذ الواسعة من التواصل المفتوح والمباشر للاقتراب أكثر من هموم الناس وقضاياها ووعيها وتفكيرها.
من هنا يأتي احتفائي بتجربة الشيخ عبد الله بن زايد في تويتر كما احتفيت أمس بتجربة الشيخ خالد آل خليفة و قبلهما – في أماكن أخرى – بتجربة الدكتور عبدالعزيز خوجة في تواصله مع الإعلاميين الشباب من بلاده و خارجها عبر الفيسبوك وتويتر. ولعل بعض دروس الربيع العربي تشرح أن تعالي صناع القرار على شعوبهم وتجاهل تطلعات شباب بلدانهم تقود، آجلاً أم عاجلاً، إلى الكوارث!
هكذا – و لهذا – نحث المسؤولين في الخليج، كباراً أو شباباً، من أصحاب السمو أو من أصحاب المعالي، أن يقتربوا من هموم مواطنيهم بتواضع و فهم واحترام. إنهم يعملون خدمة لشعوب تبادل من يحترمها محبة وسلاما!
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (١٥٨) صفحة (٣٦) بتاريخ (١٠-٠٥-٢٠١٢)