اذا كنت لبنانياً مهاجراً، او غير لبناني وتحب لبنان، يمكنك ان تشبع حنينك عبر شرائك عبوة من «هوا لبنان» باتت موجودة في اسواق لبنان، وفي المنطقة الحرة في مرفأ بيروت وسائر المرافئ حيث يتردد اللبنانيون وبخمسة آلاف ليرة لبنانية فقط لا غير (ما يزيد قليلاً عن ثلاثة دولارات)، ويعود ريعها الى اعادة تشجير غابات منطقة الشوف التي اجتاحتها الحرائق العام الماضي.
وتقول صاحبة الفكرة سيدة الاعمال رشا نجار لـ «الشرق الأوسط»: «اذا كنت تتجه لزيارة مهاجر صديق او شقيق او نسيب بات بإمكانك ان تحمل اليه الى جانب الهدايا والتذكارات والحرفيات حفنة من «هوا لبنان» مشحونة بالرمزية والحنين الى هواء الوطن.. وربما تكون هذه العبوة صلة الوصل بين الوطن ومن رحلوا عنه، المنتشرين في جميع اصقاع الارض، والبالغ تعدادهم اكثر من سكان لبنان المقيمين».
وانطلقت في فكرتها من امرين اثنين: اولهما وجود عبوات مماثلة في فرنسا («هواء باريس»)، وفي الولايات المتحدة («شمس فلوريدا»)، وفي بريطانيا («ضباب لندن»)، وفي ايطاليا («هواء نابولي»). وثانيها عندما اتصل بها نجلها حيث يعمل مع عائلته في الخارج سائلاً اياها ما اذا كان بامكانه ان يعود الى لبنان بعد اصابتها هي بسبع رصاصات اثناء أحداث 1987، فأجابته على الفور بالنفي مؤكدة له انها ستزوره هي بنفسها حاملة اليه حفنة من هواء لبنان الذي يحن اليه كل من اضطرته الظروف لمغادرته».
وتأمل نجار، العضو ايضاً في جمعية «اوديسا» لتشجيع المواهب والاعمال المحلية، في ان تحمل كل ام الى نجلها او كريمتها او زوجها في الخارج عبوة من ذلك الهواء، علماً بان السيدة نجار تحتفظ في غرفتها بعبوة من تراب الجنوب، وبعض حصى الشاطئ اللبناني، واحجار رائعة الشكل من مغارة جعيتا.
وتشير نجار الى انها سجلت «اختراعها» لدى محام بادئ الامر، ثم لدى وزارة السياحة، قبل ان تلجأ الى الفنانة ديما المصري لتصميم العبوة بشكلها الصغير الشبيه بعبوة المربيات المحلية، وقد رسمت عليها ابرز رموز لبنان كالارز، وبعلبك، والمتزلج، ومغارة جعيتا. واسماء ابرز المدن اللبنانية كزحلة وجعيتا والبترون وبيصور وعشقوت ومشموشة، وراشيا وجبل نيحا.
وتقول صاحبة الفكرة ان «المصنع» موجود في روابي مدينة زحلة حيث يتم تعبئة العبوات، من دون مواد حافظة، واي محتويات اخرى سوى الهواء النقي المنعش، الخالي من اي تلوث يمكن ان يحول دون «تصديره» الى الخارج.
المصدر: صحيفة الشرق الأوسط