ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي
«كل الناس أتصور النخل، لا تسوين شي مثل باقي الناس، إذا بتصورين النخلة صوريها وخلي اللي يشوفها ما ينساها».. كلمات فطرية قالتها شيخة بنت زعل حفظها الله لابنتها عفراء، قبل أن تقيم أول معرض فوتوغرافي لها في 2008، علمها هذا الموقف كيف «تتميز» عن البقية.
عفراء ابنة المنطقة الغربية، وبحكم العادات والتقاليد وقلة المرافق الترفيهية، عاشت وترعرعت بين بيئتين لا ثالثة لهما (البيت والمدرسة)، فأحبت الحرف والكلمة والكتاب، تقول عفراء: المكتبة كانت «عرابي» الأول، منها استمددت المعرفة وطرق النجاح. تكمل عفراء: اكتشفت في مراحل حياتي شغفي بالصحافة والتصوير، حتى إنني راسلت مجلة «ماجد» في حينها لأكون لها «مراسلة صحافية» من منطقتي.
كبر هذا الحب، وودَّت دراسته، لكنها وجدت صعوبة في ذلك بحكم عدم وجود هذا التخصص في «الغربية»، فدرست مجبرة «الموارد البشرية»، فهل مات الحلم عند عفراء؟ بالتأكيد لا!
في 2011 عرضت فكرة «مركز الجواء الثقافي» (الجواء هو الاسم القديم لمدينة ليوا) على الأستاذ محمد المبارك، رحب في البداية وطلب مهلة ليفكر، المفاجأة – تقول عفراء – أنه أرسل لي «دراسة جدوى كاملة» عن المشروع، انتقلنا بعدها للخطوة التالية: تحدي «التمويل» فكان اللجوء إلى صندوق خليفة الذي رفض المشروع، بحجة أنه ثقافي وليس تجارياً، ولن يستطيع تمويل ذاته ولا الوفاء بسداد القرض! فهل مات الحلم عند عفراء؟ بالتأكيد لا!
فكانت الانطلاقة بالتمويل الشخصي، وكان أول مشروع «في كل بيت مكتبة – مكتبتي» حباً في الكتاب الذي صقل شخصية كل من عفراء ومحمد، اليوم وصل هذا المشروع إلى 1300 بيت، وهناك مزيد.
وبعدها كان المشروع الآخر: صحيفة «الغربية»، التي توزع منها أسبوعياً 120 ألف نسخة، تذكر عفراء ذلك اليوم الذي صدر فيه أول عدد كيف كان الهجوم، منه الشخصي ومنه ما يتعلق بالصحيفة نفسها، إلا أن السلوى جاءت سريعة عندما تلقت اتصالاً من الشيخ حمدان بن زايد، يقول لها: «مبروك علينا الغربية» لتستمر الأعداد لتصل اليوم إلى 133 عدداً، منها تحقيقات غيرت واقع المنطقة الغربية، من أهمها تحقيق «أهالي الغربية يفتقدون إلى سيارات الأجرة»، لينعش مشروعاً قديماً حبيس الأدراج منذ 2009، والنتيجة أنه خلال أسبوع واحد فقط تم توفير 36 سيارة أجرة، منها ما هو مخصص لذوي الإعاقة.
قصة نجاح جميلة كبرت خلال أعوام قليلة، اسمها «الجواء للثقافة والإعلام»، أبطالها عفراء ومحمد، ومن أراد الالتقاء معهما فعليه زيارتهما في جناح «الجواء» بمعرض أبوظبي للكتاب، ليتعلم منهما أن الأحلام لا تموت!
المصدر: الإمارات اليوم
http://www.emaratalyoum.com/opinion/2015-05-07-1.781745