تبلغ نسبة المسلمين في الدولة الوليدة، جنوب السودان، 30 %. تمكن ألف حاج من جنوب السودان من أداء فريضة الحج هذا العام. المشكلة الرئيسة التي واجهتهم كانت في عدم وجود تمثيل دبلوماسي بين المملكة وجنوب السودان. قيادات المسلمين في جنوب السودان ثمنت تعاون الجهات السعودية المسؤولة مع حجاج الجنوب في تسهيل إجراءات السفر والحج.
هذه خطوة إيجابية نأمل أن نبني عليها لما يعمق العلاقات الإيجابية مع مسلمي جنوب السودان في ظل المحاولات الإسرائيلية والغربية لاحتواء الدولة الوليدة بما يخدم مصالح إسرائيل أولاً.
مسلمو جنوب السودان يمكن أن يشكلوا جسراً للمصالح المتبادلة بين العالم العربي ودولة الجنوب. وهم اليوم من صمامات السلام بين السودان ودولة الجنوب. طبيعي أن تبحث الدولة الوليدة عمن يساندها سياسياً و اقتصادياً خصوصاً في سنواتها الأولى. ولهذا ليس من الحكمة ولا من المصلحة البعيدة أن نبقى نتفرج على جنوب السودان يبحث عمن يسانده ثم نلومه على فتح أبوابه أمام بعض من لا نحب ممن قدم له يد العون.
إذا كانت الخرطوم نفسها اعترفت بدولة الجنوب فما الذي يمنعنا في المملكة من الاعتراف بها وتأسيس سفارة وقنصليات هناك؟ أمامنا فرصة جيدة لفتح صفحة من التعاون الإيجابي مع دولة الجنوب خاصة بعد التعاون المثمر لتسهيل إجراءات حجاج الجنوب. وعلينا أن نستعجل في إجراءات التبادل الدبلوماسي خاصة أن مسلمي جنوب السودان يحتاجون لقنصليات سعودية تسهل لهم تأشيرات دخول المملكة للحج والعمرة والتبادل التجاري.
ما الذي نستفيده من تأخير هذه الخطوة ونحن ندرك أن دولة جنوب السودان أصبحت حقيقة وواقعاً شارك عمر البشير نفسه في تدشينه والاحتفاء به؟