عبد الله الشمري كاتب و باحث سعودي متخصص في الشؤون التركية
عنوان المقال على وزن اسم للدراسة الشهيرة للأكاديمي الأمريكي والمتخصص في الشؤون الخليجية د. غريغورى غوس (ملوكٌ لجميع الفصول، كيف اجتازت الأنظمة الملكية في الشرق الأوسط عاصفة الربيع العربي) الذي استضافته قبل يومين جريا على العادة السنوية، حيث يزور الرياض كل شتاء لحضور ملتقى سياسي يتلقي فيه بنخبة من الأكاديميين من دول عدة، ويكون نقاشاً صريحاً وشبيهاً بالعصف الذهني.
حديث طويل ونقاش صريح مع الضيف حول الأوضاع الدولية والاقليمية ومستقبل المنطقة في ظل قراءة الأوضاع الملتهبة، لكن أهم وأول حديث للضيف الامريكي قوله: «رغم كثافة المقالات التى تتحدث عن وجود أزمة في العلاقات السعودية الأمريكية، إلا أنني لم ألاحظ في واشنطن أية بوادر لأزمة حقيقية في العلاقات السعودية الامريكية على المستوى السياسي والاقتصادي والتعليمي والشعبي «واتفقت معه على أن الخيال ذهب بعيداً بالعديد لإظهار ان العلاقات السعودية الامريكية تمر بمرحلة صعبة وحرجة، ولعل هذا الوصف لا يوجد إلا في خيال من يتمنى ذلك».
صحيح أن واشنطن تراجع سياساتها وتعود أكثر للمحافظية السياسية ولكن هذا الأمر طبيعي حتى اللحظة.
كما أن إحجام واشنطن عن التدخل في بعض الملفات الشائكة جاء نتيجة براغماتية سياسية، وفيما يتعلق بالأزمة السورية والمصرية فواشنطن ترى أن الرياض ودول الخليج لم تتشاور معها بما فيه الكفاية قبل البدء باتخاذ مواقف مصيرية، لذا فلا يُتوقع منها أن تغضب، لأن واشنطن لم تساندها في الموقفين.
واشنطن ترى ايضا أن هناك مُبالغة في الحديث عن استماتة الولايات المتحدة للتقارب مع إيران على حساب دول الخليج وهذه المبالغة غير دقيقة.
كما أن ترجّيح فرضية وجود صفقة سرية دفعت إلى التغير المفاجئ في موقف كل طرف من الآخر، بعد سنوات من العداء والتراشق يحتاج لدليل خاصة أن خيار الذهاب لضربة عسكرية كان مرفوضا من دول الخليج، التى تتفق على أن المنطقة لا تتحمل حروبا أو أزمات جديدة، لذا يجب ألا يُستغرب حماس الرئيس أوباما لاستخدام سلطاته لمنع فرض عقوبات جديدة على إيران.
عودة الى دراسة د. غريغورى غوس الشهيرة التى أثارت الكثير من النقاشات والجدل بعد انتصاره على العديد من فرضيات الأكاديميين الغربيين الذين راهنوا على عكس ما ذهب اليه غوس وهو صمود دول الخليج أمام موجة الربيع العربي، لتصبح الأكثر استقرارا وسط اقليم يتعرض لأزمات خطيرة كالحرب الأهلية في سوريا والعراق واتجاه الوضع اللبناني للتفجر والوضع المصري المتأزم واتجاه اليمن للانقسام، وهنا أسأل الضيف: ألا يُحتم هذا الوضع تمسك واشنطن أكثر في دول الخليج التى أصبحت الاستثناء في محيط مضطرب ؟
نتفق على تأجيل الإجابة لنتابع الأخبار السعودية وهي تتحدث عن استقبال الملك عبدالله بن عبدالعزيز وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والوفد المرافـق له، ثم خبر عن استقبال ولي العهد ووزير الدفاع قائد القيادة المركزية الأمريكية الفريق أول لويد أوستن والوفد المرافق له، وحديث عن آفاق التعاون بين البلدين، فاستقبال الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني قائد القيادة المركزية الأمريكية.
نذهب سويا الى أن موج العلاقات الثنائية بدأ يرتفع ثانية، وقد تمر الايام وتعبر العلاقات السعودية الأمريكية فصل خريف لم يمكث طويلا، ونراهن على أن موج العلاقات السعودية الامريكية مازال قويا وإن كان هادئا، إلا أنه سيجرف أي قوارب صغيرة تحاول ان تختبر قوته!
المصدر: اليوم السعودية