شاركت «أبوظبي للإعلام»، أمس، في ندوة «السعودية والإمارات… شراكة تاريخية» التي ينظمها الشيخ سعود بن برجس المريبض في العاصمة السعودية الرياض، وذلك احتفاءً بـ«عام زايد»، والتي تهدف إلى تسليط الضوء على أواصر العلاقة الوطيدة بين المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وإبراز النهضة الحضارية والاقتصادية المشتركة، وتحالفهما نحو إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة.
وتمثلت مشاركة «أبوظبي للإعلام» بوفد رسمي، برئاسة سعادة الدكتور علي بن تميم مدير عام الشركة، وعبد الرحمن الحارثي، المدير التنفيذي لدائرة التلفزيون في «أبوظبي للإعلام»، وعبدالرحيم البطيح، مدير شؤون الخدمة العامة، وبحضور سليمان الدوسري، رئيس تحرير جريدة الشرق الأوسط السابق، وعبد العزيز بن سعود المريبض، وعدد من المثقفين والكتاب والأدباء السعوديين والعرب.
وأكد مدير عام «أبوظبي للإعلام» في المحاضرة التي ألقاها خلال الندوة، أن الشراكة بين البلدين تعتبر تاريخية، حيث أرسى دعائمها المغفور لهما، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان مع الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز، رحمهما الله، وغفر لهما، مشيراً إلى أن المواقف والمبادئ لدى دولة الإمارات مع المملكة اتسمت بالديمومة، شعارها الأخوة والشراكة، وأن البلدين يتشاركان روابط الدم والإرث والمصير المشترك.
وتطرق سعادته خلال كلمته إلى احتفالات الدولة بمناسبة «عام زايد»، واصفاً النهج الذي سار عليه المغفور له بأنه يضع الأساس لتحفيز الباحثين والدارسين في مجالات العلوم السياسية والاجتماعية للاطلاع على ما قدمه من أفكار وإبداعات تدل على ثراء شخصيته، وتحليه بالقيم الإنسانية الرفيعة، ووصفه بالمخلص في العطاء لنذره نفسه لخدمة شعبه وأمته والإنسانية جمعاء، مستخلصاً خصاله الحميدة، وهي التفاؤل والأمل، وقوة الإرادة، والتوازن، والتسامح.
وفي السياق ذاته، أشار سعادته إلى أن الإمارات والسعودية يجمعهما إرث واحد ومصير مشترك، ما يعزز دورهما السامي في محاربة الإرهاب والقوى الداعمة له على المستوى الإقليمي، إذ اتخذت دولة الإمارات موقفاً ثابتاً ومؤيداً لسياسة المملكة الرافضة للإرهاب بأشكاله وأنواعه كافة، لافتاً إلى ما قاله الشيخ زايد عن خطورة حركات الإسلام السياسي الإرهابية التي تتقنع بالدين، وضرورة التخلص منها، وهو ما نبه له أيضاً قادة المملكة على امتداد التاريخ الذي تمثل مؤخراً في مواقف خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، وصاحب السمو الملكي محمد بن سلمان ولي العهد.
وأعرب مدير عام «أبوظبي للإعلام» عن فخره بالنموذج التنموي الذي قدمته الدولتان، والذي يمكن الاحتذاء به إدارياً وأمنياً واقتصادياً، والذي ارتسم بالتنمية الشاملة المستدامة، وامتاز بالموازنة بين حفظ الأمن والحريات المسؤولة، ما يعكس المكانة المرموقة التي وصلت لها الدولتان، من خلال النهضة العمرانية والاقتصادية ومحط أنظار المستثمرين والأرض الخصبة للاستثمارات العالمية.
كما أكد الترابط الاقتصادي والتجاري والسياحي والثقافي بين البلدين الذي يتجلى في حجم الاستثمارات الكبير بينهما، وذلك بعد تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم، وإلى جانبه، ولي العهد وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، اللذين أبديا انفتاحاً كبيراً على دولة الإمارات، ولقي هذا التوجه ترحيباً وانفتاحاً مماثلاً من جانب القيادة في الإمارات، وهو ما عبّر عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في أكثر من مناسبة التقى فيها خادم الحرمين الشريفين والقيادة في المملكة.
وأشاد سعادته بالدور الكبير الذي بذلته الدولتان، من خلال الخدمات التي تقدمانها للمسلمين من الدعم المعنوي والمادي، وتتمثل في إنشاء الجمعيات الخيرية، وتشييد المساجد والمستشفيات والمدن السكنية والمدارس التعليمية، إلى جانب المبادرات التي من شأنها توضيح صورة الإسلام الصحيح باعتباره دين سلام وتسامح وانفتاح على الآخر، وسماته العدل والرحمة، والتي تتطلب العمل الحثيث في مواجهة الهجمات المشبوهة على الدين الحنيف، والتي ارتبطت بأعمال إرهابية والتي لا تمت للإسلام بصلة.
ولفت سعادته إلى أن الأخّوة والشراكة بين البلدين بلغت ذروتها في عمليات «عاصفة الحزم»، وتشكيل التحالف العربي لنصرة الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، ومشاركة فاعلة من دولة الإمارات، حيث أسس ذلك التحالف علاقة متينة ضحى خلالها أبناء البلدين بدمائهم الزكية من أجل نصرة الحق ونشر كلمة العدل، وإغاثة الملهوفين والمستضعفين، مشيداً بجهود حكام البلدين ودورهم الرامي إلى مكافحة الإرهاب والتطرف، والحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.
المصدر: الاتحاد