أكد الدكتور فاروق الباز ، عالم الجيولوجيا العربي الشهير، أن دولة الإمارات بفكر قيادتها وخاصة في دعم الشباب رجالاً ونساء، تقدم أمراً ملهماً في الدول العربية، مشدداً على أنه لكي نفهم هذه التجربة علينا أن نتذكر توجيهات المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ودعمه للتعليم على مراحله المختلفة. وخلال حوار خاص مع «البيان» حيا الباز فكر المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في أهمية إنشاء الشركات والموانئ لدعم الاقتصاد.
وقال الباز: «اليوم نرى قادة الإمارات يسيرون على درب الأوائل في شخص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وكل أبناء الشيخ زايد، وباقي قادة الإمارات، عملهم اليومي يخص دعم الشباب، وحثهم على العلم والابتكار وهكذا تنهض الأمم بسواعد أبنائها وبناتها». وتالياً نص الحوار:
كيف تقيمون الواقع العربي الراهن؟
للأسف الوضع الراهن في العالم العربي لا نحسد عليه، يوماً بعد يوم يزداد العراك والشقاق في عدد من الدول العربية. هذه المآسي لن ينتج عنها خير، ونحن جميعاً خاسرون. يلزمنا أن نتفكر في الوضع الحالي، وأن نحاول الخروج منه بأقل ما يمكن من الخسائر.
برأيكم أين أخطأ العرب حتى وصلنا إلى ما نحن فيه الآن؟
لا بد أن يكون الخلل الحالي سببه سوء القيادة لعقود طالت، القائد المتفتح يستطيع أن يقنع الناس بأهمية العمل الصالح، ولزوم المواطنة والتعاون لمصلحة جميع المواطنين بغض النظر عن الدين أو المذهب أو الطائفة، لأنها جميعاً صفات تخلق مع كل مولود. كذلك فالقيادة الحكيمة الصالحة تركز على ازدهار الفكر بإثراء التعليم والصحة والإنتاج الإنساني لصالح البشرية.
وفي حقيقة الأمر بدأت بوادر آثار الوضع السيئ في بلادنا تظهر في كل مكان، ولكن بعض قادة الأمة العربية لم يقدروا آثارها.
إثراء العلم
إذا ما استثنينا الرواد العرب في مجالات العلوم أمثالكم والراحل زويل، هل يمكن القول: إن العرب خارج الإطار المعرفي والإبداعي؟
طبعاً يمكن للشباب العربي المشاركة الفعالة في إثراء العلم والتكنولوجيا إذا ما اهتممنا بالتعليم والتدريب ودعم الابتكار وتشجيع الإبداع.
ليس هناك أي سبب على الإطلاق في بقائنا خارج الملعب كوننا متفرجين إلا سوء الإدارة وغياب القيادة الصالحة، وتفشي المحسوبية والاعتماد في دوائرنا الحكومية على أهل الثقة، وليس أهل العلم والمعرفة والقدرة.
كان لديكم مشروع حول الصحراء.. أين هو الآن؟
نعم، لقد ناديت كثير بدراسة الجدوى الاقتصادية لمقترح «ممر التنمية»، الذي يفتح آفاقاً لا محدودة لشباب مصر. تسعى خطة المقترح لفتح مساحة تزيد على ضعف المساحة المأهولة حالياً بمصر في نطاق غرب النيل من الحدود مع السودان إلى ساحل البحر المتوسط، نحو 10.5 ملايين فدان.
تؤهل هذه المساحة ازدياد الأرض الزراعية بالاعتماد على المياه الجوفية غرب النيل والدلتا وفتح آفاق جديدة للصناعة والتجارة وما إلى ذلك- كما هو موضح بالخريطة- ومازال عندي أمل كبير في صلاحية هذا المقترح.
هل هناك تجارب عربية يمكن أن تكون ملهمة لباقي الدول العربية؟
نعم تقدم دولة الإمارات العربية المتحدة بفكر قادتها وخاصة في دعم الشباب رجالاً ونساء أمراً ملهماً في الدول العربية.
تجربة الأوائل
كيف تنظرون إلى تجربة دبي والإمارات عموماً في المجالات التنموية والعلمية؟
لكي نفهم هذه التجربة علينا أن نتذكر توجيهات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان ودعمه للتعليم على مراحله المختلفة. كذلك علينا أن نحيي فكر المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في أهمية إنشاء الشركات والموانئ، وما إلى ذلك، من أجل دعم الاقتصاد. واليوم نرى قادة الإمارات يسيرون في مسيرة الأوائل في شخص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وكل أبناء الشيخ زايد وباقي قادة الإمارات، إذ إن عملهم اليومي يركز على دعم الشباب ويحثهم على العلم والابتكار.
ما سبل الخروج من الواقع العربي، برأيكم؟
من خلال القيادة الحكيمة التي تؤهل لإعداد جيل واع، يمكنه التقدم، وذلك بإصلاح التعليم وازدياد التدريب وتشجيع الابتكار والإبداع وخلق فرص العمل لكل قادر عليه في صالح إثراء المجتمع.
هل ما زال لدينا كوننا عرباً ما يمكننا فعله وتقديمه للبشرية؟
طبعاً، هناك الكثير الذي يمكن للعرب تقديمه للبشرية جمعاء، ليس هناك من سبب حقيقي في بقائنا في حيز المتفرج أو مكان المستخدم لما يجود به العالم دون أي إضافة تذكر.
رسالة
وجه الدكتور فاروق الباز رسالة للإنسان أينما كان، قال فيها: علينا أن نعيد احترام الفرد مهما كان أصله أو شكله، فنحن جميعاً من خلق الله. علينا أيضاً أن نعيد احترامنا للعلم والمعرفة بقدر احترامنا للمال. علينا كذلك أن نؤمن بقدراتنا الذاتية، ونعمل على رفعة بعضنا للبعض، ومحو أسباب الفرقة والشقاق والنفاق. لقد فعل ذلك أجدادنا وأفادوا بالعلم والمعرفة والمعاملة الحسنة كل مخلوقات الله، ذلك في مقدورنا بالثقة بالنفس وبالعمل الجماعي المتميز.
المصدر: البيان