كاتبة إماراتية
مع تسارع وتيرة الحياة والتعرض الدائم للضغوطات، سواء كان في المنزل أو العمل أو الدراسة، قد يصاب الإنسان بحالة إجهاد فيصاب بالتعب من أقل مجهود، فلا يستطيع مواصلة حياته بالشكل المتوقع، وهي طريقة ليخبرك جسدك أن هناك شيئاً ما خطأ ولا بد من أن تعيد النظر في بعض ممارسات حياتك اليومية لتغير أسلوب حياتك قدر الإمكان.
قد يخبرك أحد الأطباء “احرص على الطعام الصحي لأن فيه علاجك”، فتتساءل ما العلاقة بين الطعام والضغط النفسي الذي يعاني منه الناس. وهل تتحرك السيارة إن لم تضع لها الوقود المناسب بانتظام؟ فالطعام هو وقود الجسد بدونه ستصاب بالإرهاق مع أقل جهد. عبارات قد يراها البعض مثالية لترددها الدائم على مسامعنا ولكنها حجر أساسي في تطوير جوهرك واستقرارك الداخلي. لا تفكر في أداء أعمال كثيرة في وقت واحد حتى لا تضع نفسك تحت ضغط أو شد عصبي. وحاول مصاحبة الإيجابيين لأن التشاؤم معد فيصبح مرضاً يصعب التخلص منه.
قال تعالى: »إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ« (الرعد:11)، فإذا أخذت قراراً بأنك ستتغلب على صعوبات الحياة فحتماً سيأخذك عقلك ويدلك على النجاح وإن أخذت قراراً بأنك ستفشل أو على الأقل لن تنجح فستفشل. فقرارك مهم ويجب أن يكون ملموساً في العقل وكأنك تحدث عقلك وتعطيه الأوامر والقرارات سلبية أو إيجابية.
ففي أثناء الحرب العالمية الثانية، وعندما خالف ثلاثة ضباط أمر القائد النازي أدولف هتلر، قرر حبس كل منهم في سجن انفرادي وقيد كل واحد منهم ووضع أمامه ماسورة مياه تسرب نقاط المياه ببطء شديد، وقال لهم إن السجن به تسرب لغاز سام سيقتلهم خلال ست ساعات، وبالفعل وبعد مرور أربع ساعات، ذهب هتلر ليتفقدهم فوجد اثنين منهم ماتا والثالث كان يعاني من تشنجات ويتلفظ أنفاسه الأخيرة. بالرغم من أن هتلر ابتدع فكرة الغاز السام، فلم يكن هناك أي تسرب غازي، إلا أنه استخدم طريقة الحرب النفسية أو “القتل بالإيحاء” معهم، فجعل عقولهم هي التي تقتلهم، وذلك بسبب اقتناعهم التام باستنشاقهم للغاز السام، مما جعل أجسامهم تفرز الهرمون الذي أثر سلباً على القلب وأدى إلى توقف أجهزة الجسم والموت. لقد ماتوا من تفكيرهم السلبي الذي حفز العقل على إطلاق الهرمونات القاتلة.
كن على يقين أن سعادتك الحقيقية تنبثق من قدرتك على رصد الأشياء الجميلة في الحياة والتلذذ بها وتطويرها والحفاظ عليها في داخلك ومن حولك. وهو يتطلب قدرتك على العطاء والحب والتلقي وقبول حب الآخرين مع حفاظك على احترام ذاتك واحترام الآخرين. لا تحقر من نفسك فمن منا لم يكن تائهاً ذات ليل؟ الحياة رحلة طويلة، كفاح وانكسارات وكثيرٌ من أمل فاجعل من حياتك فرحة تُطبع في الذاكرة.
المصدر: البيان