ياسر الغسلان
ياسر الغسلان
كاتب و مدون سعودي

فشل الوزارة

آراء

لن أتحدث هنا عن أسباب وخلفيات، وما يجب أن يتم نتيجة الفضيحة المدوية التي انفجرت مؤخرا وعرفت باسم ضحيتها البريئة (رهام)، التي نقل لها دم ملوث بفيروس الإيدز، ولن أتحدث عن التهالك الذي أصاب جسد وزارة الصحة وخدماتها المختلفة، كما أني لن أتحدث عن الوزير باعتباره طبيبا لا يشق له غبار، شهد له القاصي والداني بأنه من أفضل أطباء العالم في فصل التوائم السياميين.

إلا أنني سأتحدث هنا ـ وبحكم التخصص ـ عن الفشل الذريع في تعاطي الوزارة مع “الفضيحة” إعلاميا وجماهيريا، فمستوى التهكم الذي وصل له الشارع السعودي في تعاطيه مع ردة فعل الوزير، عندما زار الطفلة المسكينة، وأهدى لها جهاز “آيباد” لهو الدليل القاطع على أن الوزير يتعامل مع الموضوع باعتباره طبيبا عطوفا وأبا ـ كما وصف نفسه تبريرا على تقديمه للهدية ـ لا باعتباره مسؤولا حكوميا يشغل منصبا حساسا في وزارة تتصل بالناس كبيرهم وصغيرهم، وأن من أهم واجباته في مثل هذه الظروف هو تبيان الحقائق للجمهور بشفافية.

لقد فشلت وزارة الصحة فشلا واضحا في إدارتها للأزمة إعلاميا، وبالتالي فشلت في السيطرة على الموقف جماهيريا، مما أدى إلى تحول المأساة الإنسانية لطفلة بريئة إلى أقرب ما يكون بكوميديا سوداء، بطلتها وزارة فضلت تصدير البيانات الصحفية دون الاكتراث كثيرا بطبيعة محتوى تلك البيانات وتأثيرها على المتلقي.

وعلى النقيض من عبدالله الربيعة، يأتي الوزير عادل الفقيه، والذي يهاجم باستمرار بسبب قراراته الخاصة بالتوظيف والسعودة وبرنامجي “نطاقات” و”حافز”، وقد تعامل مع تلك التحديات بأن حاول التواصل مع الجمهور من خلال التحدث لهم مباشرة، فالتقى بالمغردين، وخرج في القنوات الفضائية الجماهيرية، ولا أقول الرسمية، وقابل رجال الأعمال، وتقبل النقد الجارح مني ومن غيري بابتسامة، ودخل مباشرة في الإجابة على الأسئلة دون محاولة تعليل النقد بأنها مؤامرة وبأنها صادرة عن أعداء النجاح.

المصدر: الوطن أون لاين