فصائل المعارضة السورية تسيطر على «جبل الأربعين».. وتبدأ معركة اقتحام أريحا آخر معاقل النظام في إدلب
منوعاتنجحت الفصائل المعارضة السورية بقيادة «جيش الفتح» في تحرير جبل الأربعين في ريف محافظة إدلب، وتحديدا المنطقة الواقعة بين مدينتي إدلب واللاذقية. وبينما استمرت المعارك في ريف محافظة اللاذقية الشرقي حيث أنشأ «الحر» شبكة دفاع جوي، اتجّه مقاتلو المعارضة نحو اقتحام مدينة أريحا، وهو الأمر الذي لن يستغرق أكثر من ساعات قليلة، وفق ما أكده مصدر قيادي في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» نقلا عن «غرفة عمليات جيش الفتح» في إدلب. وتابع المصدر أنّه بتحرير أريحا تصبح كل محافظة إدلب بيد المعارضة، وتقطع الطريق أمام إمدادات النظام من مطار باسل الأسد في اللاذقية إلى مدينة حلب، كما أن من شأنه تأمين الطريق الرابط بين اللاذقية ومدينة إدلب المعروفة باسم أوتوستراد أريحا، الذي له أهمية بالغة في مرور الإمدادات والتواصل بين كتائب المقاتلين في منطقتي إدلب والساحل.
كان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قد أفاد باستمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها المتحصنين في المشفى الوطني على الأطراف الجنوبية الغربية لمدينة جسر الشغور. وأتت هذه التطورات في سياق المعركة التي يشنها مقاتلو «جيش الفتح» على ما تبقى لقوات النظام السوري من مواقع في محافظة إدلب، بشمال غربي سوريا، وذلك بعد سيطرته أخيرا على معسكر القرميد ومدينة جسر الشغور، ثم أول من أمس على تلّتي معرطبعي وبثينة الاستراتيجيتين. وأبرز الفصائل التي يضمها «جيش الفتح» هي «جبهة النصرة» و«أحرار الشام» و«جند الأقصى» وفيلق الشام».
تعتبر مدينة أريحا آخر معقل للنظام في محافظة إدلب ككل، بالإضافة إلى أنها تتحكّم بالطريق الرئيسي بين اللاذقية وحلب، وتبعد عن محافظة حلب ما يقارب الـ70 كيلومترا. وذكر مكتب أخبار سوريا أنّ عناصر من الجيش السوري الحر أسقطوا مساء الجمعة طائرة استطلاع تابعة لقوات النظام السورية عبر استهدافها بالمضادات الأرضية من المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف اللاذقية، مشيرا إلى أن الطائرة أسقطت فوق قرية مركشيلة الخاضعة للمعارضة قرب قرية النبي يونس بريف اللاذقية الشمالي الشرقي. وأوضح المكتب أنّ الطائرة سقطت بعد استهدافها بالرشاشات اﻷرضية الثقيلة من قبل عناصر الفرقة المتمركزين في القرية، موضحًا أنها الطائرة الأولى التي يجري إسقاطها من قبل الفرقة بعد إعطاب طائرتين سابقًا، الأولى من نوع ميغ والثانية مروحية (هليكوبتر). هذا، وأفاد المكتب بقيام «الجيش السوري الحر» أخيرا بإنشاء شبكة دفاع جوي في المناطق الخاضعة لسيطرته بريف اللاذقية عبر نشر المضادات اﻷرضية الرشاشة على التلال المرتفعة لتستهدف الطائرات الحربية والمروحية التابعة لقوات النظام والتي تشن غارات جوية بشكل يومي على قرى ريف اللاذقية. وهو ما أكده مصدر في «الجيش الحر» لـ«الشرق الأوسط»، وأوضح «أن الجيش الحر قام بإنشاء شبكة تحصينات في التلال الجبلية بوضعه مضادات جوية تحسبا لأي هجوم قد يقوم به النظام، لا سيّما بعدما بات عاجزا عن المواجهة البرية وأصبح يعتمد على القصف الجوي». ولفت المصدر إلى أن المضادات الجوية الموجودة في مناطق الاشتباك في ريف اللاذقية وإن كانت عاجزة عن إسقاط الطائرات، إنما من شأنها أن تربك تحركها من خلال ما يعرف بـ«الرشاشات 23».
كذلك أشار المصدر في «الجيش الحر» إلى أنّه إثر المعركة الأخيرة في ريف اللاذقية وبعد سقوط عدد من القتلى في صفوف المقاتلين من أبناء الطائفة العلوية خلال معارك جسر الشغور، ظهرت حالة تململ وتذمر واضحة في صفوف المقاتلين العلويين، وذكر أنّ 95 في المائة من القتلى الذين بلغ عددهم 131 هم من الطائفة. ومن ثم كشف عن اتصالات أجريت أخيرا بين عائلات علوية والمعارضة حاولت العائلات خلالها إثبات «حسن النيات» مؤكدة أنّ النظام ورّطها في المعركة ولا حيلة لديها للمواجهة على اعتبار أنّ عقوبتها ستكون مضاعفة.
بيروت: كارولين عاكوم – الشرق الأوسط