كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة
عند الإعلان عن اسم مدينة ما عاصمة للثقافة العربية، أو عاصمة للثقافة الإسلامية.. أو عاصمة للسياحة العربية، يبدأ الناس بالحديث عن تلك المدينة معتبرين إياها أهم مدينة عربية في المجال الذي اختيرت فيه، ويعتقدون أن تفوقها على العرب جميعا جعلها تصبح عاصمة ثقافية أو سياحية، ليظهر الأمر كأنه مسابقة يفوز بها الأميز والأبرز والأفضل من حيث المنتج. وهذا ما يستدعي توضيحا من اللجان القائمة على الاختيار وانتقال الراية من دولة إلى أخرى ومن مدينة إلى غيرها.
كذلك للإعلام دوره في ذلك؛ كي لا تنتشر المفاهيم الخاطئة كما حدث مع زميلة حدثتني قبل أيام عن “تفوق” مدينة أربيل العراقية على جميع المدن العربية بمقوماتها السياحية، مما أهلها لـ”الفوز” بلقب عاصمة السياحة العربية. وأمضيت وقتا أشرح لها عن فكرة العواصم من ثقافية وإسلامية وسياحية، وأن البداية جاءت باختيار القاهرة عاصمة للثقافة العربية عام 1996، بناء على مقترح قدمته المجموعة العربية في اليونيسكو في العام الذي سبقه للقيام بتجربة مشابهة لتجربة الاتحاد الأوروبي؛ تهدف إلى منح الشأن الثقافي موقعا مهما في المجتمعات، فيتم تكثيف النشاطات في مدينة ما على مدار عام كامل، بكل ما تضمه من فعاليات ومبادرات واستضافات للمثقفين والمبدعين والمفكرين من بلاد أخرى، فتختصر المسافات عبر الحوار والتلاقي بين ثقافات الشعوب المتنوعة.
بعد ذلك، سلكت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة النهج ذاته في برنامج لعاصمة الثقافة الإسلامية، وكانت البداية مع مكة المكرمة عام 2005.
مع بدء العام الجاري، يفترض أن تعلن “العواصم” عن برامجها، ففي الثقافة طرابلس الليبية، وفي الثقافة الإسلامية الشارقة الإماراتية، وفي السياحة أربيل العراقية. مع احتمال تعطيل كثير من الفعاليات في طرابلس الليبية؛ بسبب الظروف الداخلية، فالدولة لم تستقر كما يجب بعد الثورة، وعلى الرغم من جدية القائمين على الموضوع في ليبيا بالاستعداد والإعلان عن عدد من النشاطات، إلا أن الواقع قد يكون أقوى منهم.
فكرة “العواصم” جيدة إن وظفت بالصورة المطلوبة، ولا يكفي لمدينة ما أن يفرح أهلها باختيارها، ويقفوا عند الاعتقاد بأنها بلغت القمة، بل الواجب أن تعمل الجهات المعنية بالموضوع على تحقيق الهدف من الفكرة عبر تقريب الثقافات إلى بعضها والمواءمة بين مختلف التيارات، فلا يطغى تيار على آخر، ولا بد من تحقيق شمولية المعنى والوصول إلى مختلف شرائح المجتمع.
المصدر: الوطن أون لاين