كاتب عمود يومي في صحيفة الوطن السعودية
حرصت تماما في الأسبوعين الأخيرين أن أتسمر مغرب كل جمعة أمام القناة الأولى للتلفزيون السعودي وهي تعرض تسجيلا لبعض جلسات مجلس الشورى الموقر. وبالمناسبة لا أعرف من أين جاءت كلمة (الموقر) التي أصبحت توصيفا لغويا كلما كتبنا اسم المجلس. والخلاصة أنني توصلت إلى واحد من أحد حلين: إما أن يغير المجلس (الموقر) طريقته المعلبة في نقاش القضايا التي تعرض عليه، وإما أن تتوقف القناة الرسمية عن عرض هذا التسجيل كي لا يفقد الشعب الكريم ثقته بمجلسه البرلماني.
اختتم المجلس الموقر جلسته مساء البارحة بالتصويت على المادتين الأخيرتين بعد قراءته لتقرير مستشفيات العيون الوطنية. في التوصية الأولى (يؤكد المجلس على ضرورة إنشاء سجل وطني لأسماء المصابين بإعاقات بصرية)، وفي الثانية (يوصي المجلس بالتوسع في برامج الزمالة العليا لأطباء العيون). هكذا كانت التوصيتان بالضبط، ولكن المفاجأة المدهشة أن ثلاثة أعضاء اعترضوا على التوصية الأولى، فيما اعترض سبعة أعضاء على التوصية الثانية. وبودي أن أسأل: هل قرأ الإخوة الأعضاء في المجلس (الموقر) كلمة واحدة من التوصية التي اعترضوا عليها قبل ضغط الأزرار على توصيتين لو عرضتا على كل ملايين هذا الشعب لما اعترض عليهما فرد واحد عاقل يستطيع فقط أن يقرأ ويضغط.
كيف أستطيع أن أستوعب أن كفاءة وطنية اختيرت لأعلى المجالس ترفض توصية بتدوين أسماء مرضى الإعاقة البصرية ثم ترفض في الثانية فكرة التوسع العلمي لبرامج النخبة والذوات في تأهيل الأطباء لبرنامج زمالة العيون. فهمونا (يا جدعان) لأننا لم نعد نفهم. وقفت (فاغرا) فمي، ومتجمدا في مكاني أمام هذا التصويت الذي قرأه علينا أمين عام المجلس.
إما أن هناك مشكلة لغوية في صياغة توصية يستطيع ابني (خلدون) الصغير أن يفك مفرداتها برابعته الابتدائية، وإما أن تكون هناك مشكلة (تقنية) خلبطت الأزرار بين يدي عضو مجلس الشورى الموقر. إما أنهم بحاجة إلى درس في علم اللغة أو بحاجة إلى (فلبيني) متخصص يفك العقدة بين (لا ونعم)…
المصدر: الوطن أون لاين