رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم
الطريق مسدود مع حكومة قطر المتناقضة، ولا توجد أرضية مشتركة يمكن البناء عليها لوضع حد للخلاف الحاد مع هذه الحكومة المُختطفة بمحض إرادتها من قبل الإرهابيين والمعتوهين وتنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي، ولا توجد أية بوادر لتراجع قطر عن تعنّتها وعن دعمها وتحريضها للإرهاب، ولا عن تخلّيها عن نواياها التخريبية السيئة ضد إخوانها وجيرانها، لذلك فالوقت قد حان أن نترك أزمة قطر وحكومتها فاقدة السيادة وراء ظهورنا، حان الوقت للمضي قدماً ونتركها معزولة منبوذة.
لقد فعلت الدول الأربع المقاطعة لقطر كل ما ينبغي فعله، وعليها الاستمرار في سياستها وإجراءاتها الثابتة في قطع العلاقات مع الحكومة القطرية ومقاطعتها نهائياً، والاستمرار في جميع الإجراءات الأخرى المتبعة منذ بداية الأزمة حتى يتغير الموقف القطري، وتعود الدوحة إلى رشدها، وتتخلى عن الإرهابيين وعن تدخّلها السافر في شؤون الغير، وتوقف تمويلها ودعمها وتحريضها للإرهاب والحركات الإرهابية، عندها فقط يمكن للمياه أن تبدأ في العودة إلى مجاريها.
المياه لن تعود إلى مجاريها دون هذه الخطوة من جانب قطر، لذلك فدول المقاطعة عليها الآن تجاهل الملف القطري وانتظار هذه الخطوة، ولا يوجد داعٍ للاستعجال أبداً في ذلك، حتى لو استمر الأمر سنين طويلة، فنحن لا نحتاج قطر في أي شيء، وجودها وعدم وجودها متساويان، كل ما في الأمر حنين إلى شعب نعتبره امتداداً لنا، تربطنا به علاقات وثيقة، ولكن إذا كانت الحكومة القطرية لا تقيم وزناً لمثل هذه العلاقات، فلن يضرنا شيء إن عاملناها بالمثل وأسوأ من المثل!
فلندعهم يصرخون، ويتألمون، ويكذبون ويصدقون كذبهم، ولندعهم مشغولين في التزوير والتلفيق وشن الحملات الكريهة المملة، فهذا مستواهم وهذا ميدانهم الذي يهدرون فيه أموال الشعب القطري، في حين أننا لا وقت لدينا لمثل هذه الترهات، قادتنا وحكومتنا مشغولون بالعمل، والمبادرات، والتنمية والتطوير، وبناء الإنسان الإماراتي وتسليحه بالعلم والمهارات والمعرفة.
مشغولون بالتخطيط الاستراتيجي لخمسين ومائة سنة، ومشغولون بتوفير التقنية وتطوير الخدمات، وبناء المجد والحضارة، ومشغولون بتحقيق الرفاهية لشعب الإمارات، وكيفية استمراريتها وديمومتها لأبنائهم وأحفادهم.
لا وقت لدى قادة الإمارات وحكومتها للمهاترات والمؤامرات، والرد على الكذب والتزوير القطري وغير القطري، علينا أن نعطيهم حجمهم الحقيقي، وحجمهم الحقيقي لا يتناسب مع مكانة ومستوى ورقي الإمارات وقادتها وحكامها!
فلنمضِ للمستقبل، ونترك قطر للمتخلفين والرجعيين والإرهابيين يتنازعونها ويمزقونها كيف شاؤوا، ولنمضِ في مسيرة الحضارة والتنمية والرقي والرفعة، ونترك ألاعيب ومؤامرات قطر وراء ظهورنا، لا نشغل بالاً بها، فهي كزبد البحر تصبح هباءً، ولا يؤثر هذا الهباء في مسيرتنا المتطورة الواثقة والثابتة والمتماسكة.
لدينا ما هو أهم من قطر، ولا نملك مزيداً من الوقت نضيعه مع مجموعة من صغار العقول والنفوس، إجراءاتنا قوية ومؤثرة على الأرض، والمقاطعة ستستمر، وموقف الدول الأربع واضح وصريح، ولا جديد يمكن أن يطرأ عليه سوى رجوع قطر إلى رشدها، لذا فلنتركها منبوذة حتى يأتي ذلك اليوم، وإن لم يأتِ فلن نستعجل قدومه.
المصدر: الإمارات اليوم