تستعد مجموعة من طلاب الأكاديمية الدولية للفنون في رام الله لمقاضاة إسرائيل، على جرائمها بحق الشعب الفلسطيني في مدينة لاهاي الهولندية. المجموعة التي توجهت من رام الله بدعوة من مؤسسة «ستروم» الهولندية للفن الحديث، شاركت مع طلاب الماجستير في الأكاديمية الملكية الهولندية للفنون، في البحث واستخلاص النتائج حول كيف يعيش الإنسان الفلسطيني تحت الاحتلال، وما يسببه ذلك من انتهاكات وقتل وتدمير يومي بحق الفلسطيني وأرضه.
مؤسسة «ستروم» رفعت شعار «نراكم في لاهاي» لمقاضاة من ينتهك حقوق الإنسان، ومن خلاله أقامت ورش عمل وتقديم أفكار مع الطلاب الفلسطينيين وزملائهم من جنسيات أخرى في الأكاديمية الملكية في هولندا.
مشرف الورشة من الجانب الفلسطيني الفنان خالد حوراني قال إن عنوان الزيارة «يعبر عن تهديد للاحتلال الإسرائيلي بمحاكمته في محكمة الجنايات الدولية والتي تتخذ من لاهاي مقراً لها»، مشيراً إلى أن المشروع الذي تم الاتفاق عليه لمقاضاة إسرائيل هو «الوقت» الذي دُرست أبعاده، ومدى انتهاكها لوقت الإنسان الفلسطيني عبر الحواجز والاعتقال الإداري والسجون وتعطيل الحياة وتأخير الناس عن شؤون حياتهم اليومية.
وأشار حوراني إلى أن المشروع الذي اشتغل عليه الطلاب الفلسطينيين مع زملائهم في الأكاديمية الملكية هو كيف لمدينة «لاهاي» التي تمثل المكان الأبرز عالمياً للعدالة الدولية أن تنصف الشعوب المظلومة والمعتدى عليها، خصوصاً الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت الاحتلال منذ أكثر من 60 سنة.
مثلت زيارة الطلاب الفلسطينيين وعددهم 7، تحدياً جديداً لفهم العديد من المسائل وكيفية تناولها وإيجاد أشكال للتعبير عنها، وشاركوا في رصد الحواجز وكاميرات المراقبة في مدينة لاهاي، واشتغلوا عليها مشاريع مقاربة لما تفعله الحواجز والكاميرات الإسرائيلية، واختبار المارة وملاحظتهم في الشوارع.
«الوقت» هو عنوان المشروع الفلسطيني والذي اقترحه أحد الطلاب المشاركين في الورشة. وأوضح حوراني أن «البرنامج عبارة عن دعوة للناس من أجل التفكير بالمدينة ومحاولة اكتشاف ما تضمه من مؤسسات دولية أبرزها محكمة الجنايات الدولية، وأثرها على قضية السلام والعدل والحرية».
اشتغل الطلاب الفلسطينيون مع 14 طالباً وطالبة من الأكاديمية الملكية الهولندية عن المناطق المتحكم فيها «الجدار العازل والأسلاك الشائكة والحواجز وكاميرات المراقبة، رصدنا كل شي يتحكم في حياة الناس، وكيف يتم استغلال الأماكن من خلال الحواجز والتضييق على حياة الناس، عقدنا عدة جلسات، تناقشنا خلالها ماذا يمكن أن نطلب من المحكمة الدولية».
وقال الحوراني: «الوقت هو مطلبنا والذي من خلاله يمكننا أن نحاكم إسرائيل عليه ضمن مشروع فني. نريد ثمن الوقت الذي أمضاه الفلسطيني على الحواجز والسجون والاعتقال، كما أننا نسأل إلى متى سنبقى على هذه الحال نعاني من التضييق المستمر من جنود الاحتلال». واقترح الطلاب فكرة أخرى هي السخرية من الحواجز الأمنية.
وشدد حوراني على أن موضوع الوقت يتعلق بمستقبل الإنسان الفلسطيني من خلال الاحتلال، وتساءل: «إلى متى سيبقى الفلسطيني يقف على هذه الحواجز التي تعطل حياته وعمله ويومه؟».
يذكر أن الرحلة تضمنت زيارات أخرى للمؤسسات الثقافية ومتاحف في مدن عدّة، ومؤسسات عامة وكان هناك محاضرات من مختصين حول الأماكن وسياسات السيطرة، وركزت الزيارة على دور الفنان وتطلعه للعب دور ما في الحياة.
وزار الوفد السفارة الفلسطينية في أمستردام واجتمع مع السفير وقدم شرحاً عن زيارته وأهداف النشاط، مؤكدين أهمية هذه التظاهرة الفنية الثقافية التي طمحوا إلى أن تستمر وتتواصل من أجل تطوير مشاريع فنية في المستقبل.
رام الله – محمد السمهوري – الحياة