كاتبة إماراتية
هناك مقولة قديمة مفادها بأن ” العربة الفارغة تصدر جلبا، والتاجر المنادي على بضاعته، بضاعته كاسده، وهكذا….”
والمتأمل لهذه المقولة يوقن تماما أن العمل، والإتقان، والتجويد فيه لا يتطلب الصوت العالي والضجيج ليشعر الجميع بالعمل الذي يؤديه كموظف! ولكن معظم الموظفين يتبنون مفاهيم وقواعد مختلفة، فتجد العربة الفارغة أقصد هذه النوعية من الموظفين يتظاهرون انهم منهمكون فالعمل، امام مدراءهم فقط، مع ضرورة التواجد دائما بالقرب من المدير العام ممارسا مهاراته وفنونه والتي اطلق عليها ” فن التنطيط ” وذلك خلال تواجد المسؤول، مختفين باختفاء المسؤول، مع بعض من الشكوى الدائمة من كثرة المهام الوظيفية وكثرة الأعباء، ويقضي يومه فالعمل على اثبات ذاته، والتحدث عن انجازاته، والتفلسف، مع التطفل على الآخرين، وازدراء أعمالهم وانجازاتهم، وتجده متواجدا في كافة المحافل الدولية والفعاليات المحلية، سوآءا اكان الموضوع يعنيه أو لا يعنيه، أو تمت دعوته رسميا او لم تتم، مع انه فالواقع خاوي النفس، او كما يقول مثلنا الشعبي “ما يعرف كوعه من بوعه “، متبنيا مفهوما جديدا هو ” أنا أتنطط…إذا أنا موجود ومتميز ”
تلك النوعية من الموظفين اعتادت على ذلك لأنها تعتقد أن المتحدث كثيرا هو الأكثر عملا وانجازا، مع أن الأمر فالحقيقة أن الموظف الذي يعمل بصمت قد يعمل أكثر من غيره، وأن الموظف المبدع قد لا يجيد فن التحدث والظهور كغيره، والأدهى من ذلك كله هو اعتزاز واقتناع المدير او من هو في محله بالموظف المتنطط، وتقييمه من خلال آراءه وتواجده الدائم بقربه وليس من خلال انجازاته الواضحة على أرض الواقع.
وبالضرورة قد يؤدي ذلك إلى طمس مواطن الإبداع لدى الموظفذو المقترحات المبدعة والمبادرات القيمة ، لأنه قد لا يجد التحفيز الكافي، والدعم الذي يمكنه من الاستمرار في عمله المبدع، وقد لا يجد جدوى من عمله ليتحول اخيرا إلى ” موظف متنطط “، وينضم إلى إدارة المتنططون.