تنطلق اليوم الدورة السادسة من «فن أبوظبي» في المنطقة الثقافية بالسعديات، حيث تعرض مجموعة من أعرق الصالات الفنية المشاركة مئات الأعمال الفنية لمشاهير الفنانين وآخرين صاعدين، كما يتضمن «فن أبوظبي 2014» برنامجا عاما ثريا من العروض الأدائية والحوارات والفعاليات متعددة الأبعاد.
وتشارك في هذه الدورة نخبة من صالات العرض الفنية من حول العالم، منها صالات شاركت خلال الدورات السابقة وأخرى تشارك للمرة الأولى، وسيشاهد زوار الحدث أعمال مشاهير وكبار الفنانين إلى جانب أعمال فنانين صاعدين. وهذا العام تتوسع رقعة قسم «آفاق»، إذ يشمل عرض أعمال تركيبية ضخمة مختارة في أماكن عامة بأنحاء العاصمة الإماراتية لمدة 6 أشهر، كما يتضمن البرنامج العام حوارات ولقاءات مع أعلام الفن الحديث والمعاصر في العالم.
وتأتي هذه الدورة في فترة ثرية قبل افتتاح «اللوفر أبوظبي» المقرر مع نهاية عام 2015، الأمر الذي يوطد مكانة أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة عامة كوجهة عالمية وإقليمية للفنون.
وعلقت ريتا عون – عبدو، المدير التنفيذي لقطاع الثقافة في «هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة»، على دورة هذا العام: «أسهم (فن أبوظبي) على امتداد دوراته المتعاقبة في إرساء دعائم منظومة فكرية ثقافية إبداعية مستدامة، فهو يتيح لزائريه من القاطنين بالدولة والقادمين إليها من بلدان المنطقة وخارجها فرصة لا مثيل لها لالتقاء حشد من الفنانين والأكاديميين والقائمين على أشهر صالات الفن الحديث والمعاصر في العالم، وكل ذلك في مكان واحد، الأمر الذي يؤكد المكانة الراسخة والدور الكبير للعاصمة الإماراتية في المشهد الثقافي والإبداعي العالمي».
من أهم الفعاليات المقامة ضمن فعاليات المعرض، المنتدى اليومي الرامي إلى تعريف الجمهور بنخبة من الأعلام الأكثر تأثيرا في الفن الحديث والمعاصر، من أمثال المعماري العالمي جان نوفيل؛ ومن الفنانين المشاركين هذا العام مارتن كريد وريتشارد لونغ وحسن حجاج؛ مثلما سيناقش عبد الرحمن العويس وسعادة سيف محمد الهاجري رؤيتيهما وتجربتيهما الشخصيتين لرعاية الفنون. ويستلهم برنامج هذا العام فعالياته من «حياة المتاحف الحديثة»، بما في ذلك المتاحف العالمية التي ستفتتح في جزيرة السعديات وتمثل فضاءات للمعرفة والفنون الأدائية والتجربة الإبداعية.
وتتميز الدورة أيضا ببرنامج من الفنون الأدائية، من أبرزها «ساعات وألوان» الذي يشمل أعمال فيديو تركيبية، واستكشافات إبداعية صوتية، وعروض أداء بمشاركة كل من نيلز فراهم وأمالا ديانور وموسى سار والفنانة الأسطورية باتي سميث. ويمثل «ساعات وألوان» لحظات خاصة خلال أيام «فن أبوظبي» تقرب الحضور أكثر فأكثر من مستقبل أبوظبي كمدينة للثقافة العالمية. وللسنة الثانية، تقام فعالية «دروب الطوايا»، بالتعاون مع مؤسسات ثقافية وإبداعية محلية وعالمية، لإبراز القيمة الإبداعية للفنون الأدائية. وهذا العام تستحضر «دروب الطوايا» عوالم رواية «حي بن يقظان» لابن طفيل، المفكر والفيلسوف والشاعر العربي الأندلسي، وهي رواية من القرن الثاني عشر. وتشمل «دروب الطوايا» أعمال فنانين من أمثال جو نامي، وسيفديت إيريك، وتيم إتشيلز، علاوة على التعاون بين ويليام كيندريج أحد أعلام الفنون البصرية، والملحن فيليب ميلر. أما بالنسبة لقسم «آفاق»، فسيعود هذا العام ليستكشف أعمالا لفنانين عالميين مثل آي وي وي (ليسون جاليري)، وبيتا فايزي (غاليري إيزابيل فان دن إيند)، وتشوي جيونغ هوا (بارك ريو سوك غاليري)، وفريال الأخضر (المرسى)، وفرنسوا مورليه (كاميل مينور)، وهناء مال الله (ذا بارك غاليري)، وإليا كاباكوف (غاليري بريجيتي شينك)، ومحمد كاظم (غاليري إيزابيل فان دن إيند)، وساهاند هيساميان (الخط الثالث)، وشيرين جرجس (الخط الثالث)، وشيلبا غوبتا (غاليري كونتينوا)، وسوبود غوبتا (هاوزر آند ويرث)، وفيرجيني يوسف (جاليري جي بي آند إن فالو).
وعبر تعاون مع المجلس الثقافي البريطاني، يقدم المعرض فرصة للمصممين الإماراتيين لتنفيذ نماذج أولية، وذلك تحت إشراف كيرين جونز، المصمم والباحث بكلية سنترال سانت مارتنز، الكلية المختصة بالفنون والتصميم في لندن. وبالفعل، أنجزت المصممات الإماراتيات فاطمة الزعابي، ونورة العوار، وخلود شرفي (من «تينكا» شركة التصميم متعددة المفاهيم) تصاميم بالاستعانة بمواد تقليدية من البيئة الإماراتية.
كما سيكون لفن العمارة نصيب وافر من اهتمام «فن أبوظبي»، فهو يمثل أحد محاور تطوير العاصمة الإماراتية بشكل عام. وهذا العام، تم تكليف «أناركيتكت» (Anarchitect)، المؤسسة المعمارية ذات الأفكار المبتكرة التي تتخذ من الإمارات مقرا لها، بوضع تصور جديد للردهة الفسيحة لمنارة السعديات بحيث تتضمن مساحة لمتجر «أرتيفاكت» وعرضا لأعمال مصممين إماراتيين.
أبوظبي: «الشرق الأوسط»