في المنطقة الواقعة بين مبنى البريد المركزي ومركز مدينة زايد التجاري وسوق الخضراوات والفواكه بأبوظبي، شاهدت تجمعاً لمجموعة من العمال والأصوات تتعالى، كما لو أن مشادة قد اندلعت بين الموجودين قبل أن يتضح أنهم محتشدون حول سيارة توقف صاحبها بحثاً عن عمالة يتفق معها على عمل خاص به، في مشهد يتكرر كثيراً في المكان الذي اتخذت منه تلك العمالة وسيارات نصف النقل مركزاً للوجود لانتظار زبائنهم وأصبح مقصداً لهم من كل مكان.
كما يتكرر المشهد ذاته في المنطقة الواقعة على الجانب الآخر من محطة الحافلات المركزية على شارع سلطان بن زايد الأول «المرور»، حيث تابعت ذات مرة تجمعاً للعمال بنفس تلك الطريقة الصاخبة حول سيارة يقودها مقيم أجنبي ومعه زوجته توقف للاستفسار عن محل في المنطقة قبل أن يغادر المكان سريعاً إثر تدافعهم على سيارته مع غياب أي لغة للتفاهم بين الجانبين.
وعلى الرغم من كل التحديثات والتطوير والتنظيم الذي تحرص عليه وزارتا «الداخلية» و«الموارد البشرية والتوطين» وكذلك دوائر وهيئات النقل، إلا أن هذا الجانب لم تمتد إليه اهتمامات تلك الجهات، رغم الصورة المشوهة وغير الحضارية التي يحملها بوجود عمالة سائبة وهذا الكم الكبير من الشاحنات الصغيرة وسيارات «البكب» الموجودة.
الصورة نفسها تقريباً تتكرر عند الدوارات الرئيسة في ضواحي العاصمة، مثل بني ياس والشامخة وغيرهما من المناطق، فما أن تتوقف سيارة هناك إلا وتجمعوا عليها بصورة مزعجة، في وقتٍ يمكن أن يتم فيه تنظيم خدماتهم تحت سقف شركة واحدة أو أكثر بطريقة حضارية ولائقة ومنظمة وتكشف معها المخالفين للأنظمة والقوانين.
وعلى الرغم من حملات التوعية التي تقوم بها الجهات الشرطية لعدم استخدام العمالة السائية، نجد بعض الأفراد وحتى المؤسسات تلجأ لهذه النوعية من العمالة اختصاراً للوقت والإجراءات ولرخص أجورها، مما يشجعها على الاستمرار في العمل والبقاء في هذه السوق الرمادية، مع ما تمثله من مخاطر من جراء مخالفتها للأنظمة والقوانين.
وهناك في الضواحي، تجد ممارسات وتصرفات غريبة، فبعض تلك العمالة يتحول للاستجداء من السيارات المارة بالمنطقة، ومنهم من يقف بينها عارضاً عبوات مياه للبيع!
نأمل من شرطة أبوظبي وبالتعاون مع شركائها وبالتنسيق مع الوزارات المعنية إيلاء الأمر ما يستحق من متابعة، وفي إطار استراتيجيتها الرامية لتعزيز الشعور بالأمن والأمان في عاصمة الجمال والنظافة.
المصدر: الاتحاد