القاهرة: د. هاني رمزي عوض
الفيتامينات ضرورية جدا لضمان الصحة الجيدة والوقاية من الأمراض. وعلى الرغم من المقدار اليومي الضئيل الذي نحتاجه من الفيتامينات، فإنها تعد من أهم المكونات الغذائية في حياتنا. ولأن الجسم في الأغلب لا يمكنه صناعة الفيتامينات بشكل طبيعي، فإن الاعتماد عليها يكون من الخارج سواء من الطعام أو من الأدوية التي تحتوى على الفيتامينات.
وتبعا لطبيعة الفيتامينات الكيميائية، فإنها تقسم إلى جزئين رئيسين وهما: الفيتامينات التي تذوب في الماء، والفيتامينات التي تذوب في الدهون. ويجري التعامل مع كل منهما في الجسم بشكل مختلف. ويعد فيتامين «إيه» A بالغ الأهمية بالنسبة للبصر وسلامة الشبكية والقرنية خاصة الرؤية الليلية وتمييز الألوان، وكذلك يزيد من مناعة الجسم ضد الأمراض. أما حالات نقص فيتامين «إيه» فهي نادرة الحدوث في الدول المتقدمة، لكن أغلب الحالات تظهر في الدول الفقيرة التي يعاني سكانها من سوء التغذية بشكل عام.
فيتامين حيوي
من المعروف أن فيتامين «إيه» يذوب في دهون الغذاء. وتمثل الخضراوات والحبوب نحو 55 في المائة من مصادر الحصول على فيتامين «إيه»، بينما تمثل منتجات الألبان واللحوم نحو 30 في المائة، والباقي من مصادر حيوانية. ويعتمد امتصاص فيتامين «إيه» على كمية الدهون الموجودة في الوجبة الغذائية، ويجري الامتصاص في الأمعاء الدقيقة، ولذلك فإنه في حالات عسر الهضم وسوء هضم الدهون يحدث نقص في نسبة فيتامين «إيه». ويجري تخزينه في الكبد، ثم يجري إفراز الفيتامين الذي جرى تخزينه في الكبد إلى الدورة الدموية، ويجري حمله عن طريق بروتين معين retinol-binding protein إلى جميع أجزاء الجسم. وفى حالة سوء التغذية، خاصة نقص البروتين، يحدث بالضرورة نقص في الفيتامين لعدم توفر البروتين الحامل له. وعند الولادة يكون المخزون من الفيتامين في الكبد ضئيلا جدا، ولكن بعد الولادة بنحو ستة أشهر تزداد هذه الكمية بمقدار 80 ضعفا. وإذا تناول الرضيع أو الطفل كمية متوازنة من الغذاء الذي تكون منه الخضراوات والمنتجات الغنية بفيتامين «إيه» فإن خطر تعرضه لنقص الفيتامين يكون ضعيفا جدا. ولكن حتى النقص البسيط غير الملحوظ إكلينيكيا في فيتامين «إيه» يمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية.
* مصادر غنية
تعد الخضراوات والفواكه من المصادر الغنية بفيتامين «إيه» مثل الجزر والكنتالوب والبرتقال والبطاطا واللفت والسبانخ. وهناك مصادر حيوانية مثل الكبد واللحوم الحمراء، ولكن يجب الحد من تناول الأطفال الحوم الحمراء، حيث إنها تحتوي على كميات كبيرة من الكولسترول. وهناك بعض الأسماك التي يمكن أن تحتوي على كميات قليلة من الفيتامين مثل سمك السلمون.
وتبلغ الاحتياجات اليومية من الفيتامين للأطفال تحت عمر 14 سنة نحو 400 ميكروغرام، بينما تبلغ الاحتياجات من 700 إلى 900 من عمر 14 عاما فأكثر. وتزيد الاحتياجات للسيدات الحوامل حتى تصل إلى 1200 ميكروغرام، وللبالغين الذين يتناولون أقراصا تحتوي على الفيتامين يجب ألا تتجاوز الجرعة اليومية أكثر من 3000 ميكروغرام.
* نقص الفيتامين وعلاجه
تعد الأعراض التي تؤثر على العين وسلامة الرؤية أهم الأعراض على الإطلاق، لكنها نادرا ما تحدث للأطفال قبل عامين. ويكون عدم وضوح الرؤية الليلية (العشا الليلي) هو أول الأعراض التي تلفت النظر، وتحدث عتامة للقرنية، كما يمكن حدوث عدوى في العين، وتصبح الملتحمة جافة وغير شفافة. ويمكن أن تؤدي هذه التغيرات إذا تركت دون علاج ولفترات طويلة إلى عواقب وخيمة تصل إلى فقدان البصر تماما.
وسجلت في الدول النامية أكثر من 350 ألف حالة من فقدان البصر لدى الأطفال سببها الرئيس هو النقص الشديد في فيتامين «إيه». ونظرا لذلك، أجريت في المناطق الفقيرة التي يندر بها الغذاء بعض التجارب التي يجري فيها إعطاء الأم فيتامين «إيه» مباشرة بعد الولادة، حيث إن ذلك يمكن أن ينعكس على الطفل في لبن الأم. وكذلك يجري إعطاء الطفل الفيتامين على ثلاث جرعات.
وبجانب ذلك، تكون أكثر أعراض نقص فيتامين «إيه» وضوحا، هي الأعراض الناتجة عن الوظائف التي يؤديها الفيتامين، ومنها الحفاظ على الخلايا المبطنة للأمعاء التي تعمل جدارا طبيعيا يقي الأمعاء من الميكروبات، وبالتالي يمكن حدوث الإسهال. كما أن النقص يؤثر بشكل كبير على الشفاء من الأمراض المختلفة ويؤثر على نمو الطفل.
يجري العلاج عن طريق إعطاء فيتامين «إيه» بالفم في جرعات نحو 1500 ميكروغرام، ولكن يجري ذلك تحت الملاحظة الطبية الدقيقة، حيث إن زيادة الفيتامين في الجسم HYPERVITAMINOSIS تؤدي إلى أخطار صحية أيضا، مثل الصداع والقيء في البداية، ويحدث جفاف وتشققات في الجلد، خاصة ناحية الفم وأيضا القدمين والكفين، ويمكن سقوط الشعر أيضا، كما يحدث تضخم في الطحال والكبد.
المصدر: الشرق الأوسط