في الماضي البعيد، عندما كان اسم “الأندلس” يتناهى إلى الأسماع، سرعان ما تنطبع صور القصور والرفاهية في المخيلة. أما في الوقت الحاضر، فأول ما يشير إليه الإسبان للدلالة على “الفقر والبؤس” هو إقليم الأندلس.
ويعاني الإقليم من بطالة قياسية وفقر متزايد، فواحد من كل ثلاثة عمال عاطل عن العمل، و30% من سكانه يعيشون تحت خط الفقر، وهذا أعلى بكثير من المعدل الإجمالي في إسبانيا البالغ 19.5%.
ومنذ تفجر أزمة الرهون العقارية عام 2008 وحتى اليوم يعتمد الإقليم المشهور برياضة مصارعة الثيران وموسيقى الفلامينغو على السياحة والزراعة.
وقال أحد المزارعين ويدعى مانويل سانشيز إنه يجني 30 يورو يوميا، وإن البنوك لم تعد قادرة أو راغبة في تقديم المساعدات له ولمزارعين آخرين مثله.
وأضاف” “البنوك أغلقت أبوابها في وجوهنا وترفض بشكل مطلق منحنا قروضا، ومع قدوم موسم الجفاف هذه السنة تبدو الأمور سيئة للغاية لمحاصيلنا”.
وقال سانشيز: “لا تستطيع أن تحصل على أي عوائد مباشرة، بل تحصل على النصف من العائد على المحصول، وتوزعه كله أجورا للمزارعين، ثم يتعين الانتظار للحصول على النصف الآخر لشراء الأسمدة ودفع ثمن أدوات ومستلزمات الزراعة”.
ودفع الفقر المزارعين إلى البحث عن أعمال موسمية في ظل انعدام وجود أي ضوء يلوح في الأفق نظرا لاستمرار تنفيذ تدابير التقشف.
وينتظر الأندلسيون حصول بلادهم على مساعدات من الاتحاد الأوروبي بقيمة 100 مليار يورو لإنعاش القطاع المصرفي، وهي خطوة يمكن أن تعزز آمالهم بالحصول على قروض تعيد النشاط لأعمالهم، علهم يستردون شيئا من أمجاد الماضي.
المصدر: سكاي نيوز عربية