كاتب إماراتي
بدون لف ودوران أعتقد أنه من الخطأ الجسيم الإبقاء على تلك الملصقات المتعلقة بقوانين اللباس والسلوك في المولات والمراكز التجارية، أضف إلى ذلك لا أرى أي داعٍ لتواجد موظفي أمن المولات، خصوصاً وأنهم لا يفقهون ولا يعرفون شيئاً، تشعر أن وجودهم والعدم واحد!
لست بصدد التطرق إلى فيديو المواطنة الذي أثار لغطاً وجدلاً في نهاية الأسبوع الماضي، ثم وصل الحال إلى مناقشته حتى على مستوى القنوات الفضائية، لا يهم في الموضوع إن كانت الفنانة المحتشمة كانت في وضع غير محتشم يثير الناظرين قبل تصوير الفيديو، ولا يهم الأسلوب الذي تحدثت به الفتاة احتجاجاً على ما كانت ترتديه الفنانة المعروفة بتمثيلها للمسلسلات الإسلامية وبرامج الصغار الهادفة.
النقطة الرئيسة تتعلق بتلك الأسئلة التي تتردد كلما حدث موقف مشابه، هل توجد فعلاً قوانين للاحتشام في المولات؟ وهل هناك لائحة للسلوك العام تحدد ما هو مقبول وغير مقبول في الأماكن العامة، أم أن الموضوع متروك للاجتهاد؟
إذا كان القانون موجوداً فعلاً فمن المعيب جداً ألا يتم تطبيقه مثل أي قانون آخر، مثل قانون التدخين وغيره من القوانين، فالعديد من المتسوقين يتضايقون عندما تصادفهم تلك اللحوم البيضاء الواضحة تحت الملابس الشفافة، وتلك التي لا تختلف كثيراً عن الملابس الداخلية في أفلام الإغراء العربية والأجنبية.
وإن كان القانون غير موجود من الأساس، وثبت فعلاً أن تلك الملصقات مجرد ديكور على مداخل المولات فيجب التخلص منها سريعاً، خصوصاً أنها تولّد نوعاً من القهر لدى الذين يتضايقون من المتسوقات شبه المتعريات، ويا حبذا لو تم الاستعاضة بقوانين جديدة من ضمنها أنه لا يحق لأي متسوق أو متسوقة الاعتراض على أي كائن كان في المول حتى لو كان يتسكع من دون أي ثياب تستره.
يعيش في دولة الإمارات جنسيات مختلفة، ويتردد على الدولة العديد من السياح الأجانب، نستقبلهم بصدر رحب، نتعامل معهم بكل احترام، ومن النادر جداً أن يتعرض أي مواطن لأي زائر بالسوء إلا في حالات بسيطة لا يمكن وصفها بالظاهرة المثيرة للقلق.
شخصياً مقتنع بأنه لكم دينكم ولي دين، ولكن في المقابل أطالب باحترام هويتي وعاداتي وتقاليدي وديني في دولتي التي أصبحت ملتقى الحضارات من الشرق والغرب.. اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد.
المصدر: الإمارات اليوم
http://www.emaratalyoum.com/opinion/2015-05-19-1.785305