أرجو ألا يغضب مني خصوم «ساهر» وأنا أعبّر عن إعجابي بما رأيته من ساهر. قبل أيام كنت في زيارة لأبها وتجولت سريعاً بين خميس مشيط وسراة عبيدة، لفت انتباهي احترام السائقين الواضح للإشارات التي زرعت عندها كاميرات ساهر. أما تلك الخالية من كاميرات ساهر فقد تساوت عندها الألوان. لا فرق بين الأحمر والأخضر والأصفر. وأنا أدرك أن كثيراً من الأنظمة والقوانين في عالمنا العربي لا تحترم إن لم يعاقب من يخالفها. أتألم أيضاً للأرقام المخيفة لضحايا حوادث السيارات في بلادنا، وكثيرها يأتي نتيجة لطيش السائقين، أو سوء الطرق، أو إهمال بعض رجال المرور وتراخيهم في تطبيق العقوبات ضد المخالفين. وإن كان ساهر قد أسهم في الحد من حوادث السرعة وقطع الإشارات، فله علينا واجب الدعم في وجه خصومه، خصوصاً من أولئك الذين تعودوا أن يتعاملوا مع الطريق كما لو كان ملكاً خاصاً ورثوه أباً عن جد! قد ننتقد بعض الإجراءات في تحصيل المخالفات أو في بيروقراطية أعمال المرور، لكننا مع المرور، قلباً وقالباً، في جهوده لردع المتهورين في شوارعنا، والحد من مسلسل الموت المخيف على طرقنا. ومن يلتزم بالقوانين والأنظمة المرورية لن تخيفه كاميرات ساهر وغراماته. ما شاهدته بنفسي عند إشارات المرور بين أبها والخميس كان لي دليلاً قاطعاً أن من أمن العقوبة لن يلتزم جدياً بسلوك حضاري وآمن وهو يقود سيارته بجنون معرضاً نفسه وغيره للموت أو الكسور والإعاقة. ولهذا لا أخفي استبشاري بصديقنا العزيز «ساهر»، كفاه الله شر العابثين ومن اعتاد على قطع الإشارات حتى في عز الظهيرة.
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٧٧) صفحة (٣٦) بتاريخ (١٩-٠٢-٢٠١٢)