عقد اللواء خبير خميس مطر المزينة القائد العام لشرطة دبي مؤتمرا صحفيا يوم أمس، حضره اللواء خبير عبد الجليل مهدي محمد العسماوي مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي، وجمع  من الصحفيين والإعلاميين في وكالات الأنباء والقنوات الفضائية.

تحدث فيه عن تفاصيل عملية أمنية نوعية تعد الأكبر إطلاقاً على مستوى دولة الإمارات بحسب وزارة الداخلية ، وإحدى أهم العمليات الكبرى على مستوى العالم للعام الحالي2013م وفقاً لرئيس المكتب الإقليمي للأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في دول مجلس التعاون الخليجي .

نفذها فريق من الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي أطلق عليها: “nine ball” تمكن بموجبها من توجيه ضربة قاسية لعصابة، تتكون من خمسة أشخاص وفقاً للمعلومات التي تم التوصل إليها، والاستجوابات التي أجريت مع المتهمين الثلاثة الذين ألقي القبض عليهم بدبي مطلع أكتوبر الماضي، وبحوزتهم أربعة ملايين و600 ألف حبة كبتاجون مخدرة ، بقيمة مادية تزيد عن 115 مليون درهم ، إثر معلومات مؤكدة تلقتها الجهات المختصة في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بشرطة دبي عن شخص عربي الجنسية موجود في منطقة العوير، يتزعم عصابة لتهريب المخدرات، يقوم بتخزين كميات كبيرة منها بقصد الاتجار.

مما دفع المختصين في الإدارة – وعلى الفور – إلى مراجعة، وتدقيق المعلومات الواردة وبعد تحليلها والتثبت من دقتها، تم تشكيل فريق عمل برئاسة مدير إدارة المعلومات المركزية ،حيث قام الأخير بوضع خطة فطنة اشتملت على كمين محكم، تم بموجبه الإيقاع بأفراد العصابة.

مشيراً إلى أن ثمة اثنين من أفراد العصابة، يقيمان في دولتين عربيتين متجاورتين، أحدهما المدعو أ .س صاحب المخدرات التي تم تهريبها إلى الدولة – بحسب اعترافات المتهمين – وهو الممول الرئيس لأفراد العصابة داخل الدولة،  إذ كان الأخير يدفع إيجار المستودع الذي تم تخزين المخدرات فيه.والآخر يقيم في دولة عربية مغايرة، ويلقب بـ : أ . م  ودوره وسيطاً مابين المدعو أ . س زعيم العصابة .

وأما المتهمون المقبوض عليهم فهم ينتمون لجنسية عربية واحدة، أولهم المدعو أ . ج . ت عازب، ويعمل مديراً في إحدى الجهات بإمارة الشارقة ، وهو من قام بتهريب هذه الكمية الكبيرة من المخدرات إلى الدولة من خلال عدة شحنات برية بقصد الاتجار، وتصدير بعض منها إلى دولة خليجية. والثاني : أ . ع . ع  متزوج ، ويزعم أنه تاجر في إمارة رأس الخيمة ويعد المتهم الثاني في القضية، و الأخير : م . أ . ز  ، مهنته سائق في إمارة الشارقة وهو ثالث أفراد العصابة الذين تم إلقاء القبض عليهم.

تصنيف العملية محليا وعالمياً :

وأشار سعادته إلى أن العملية – بحسب الجهات المعنية في وزارة الداخلية- تعد الأولى على مستوى دولة الإمارات – من حيث حجم الكمية المضبوطة ، مقارنة بما تم ضبطه من هذا النوع من المخدرات في عمليات سابقة.

وعالمياً فإنها من كبرى العمليات لعام 2013 ، وذلك بحسب رئيس المكتب الإقليمي للأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في دول مجلس التعاون الخليجي القاضي حاتم فؤاد علي، والتصنيف العالمي لوحدة المعلومات المركزية بمقر رئاسة المنظمة بفيينا أيضاً. لافتاً إلى إشادته وتهنئته لشرطة دبي ووزارة الداخلية عموماً على جهودها المخلصة في هذا الشأن، وتأكيده على المركز اللائق الذي تتصدره دولة الإمارات بين دول العالم من حيث دأبها وحرصها على مكافحة المخدرات في شتى أنحاء العالم .
وقد أطلق على العملية اسم :” nine ball “، نسبة لأحد الأماكن التي جرت فيها لقاءات عديدة مع المتهم الأول.

اعترافات المتهمين:

اعترف المتهم الثاني المدعو أ . ع . ع  بعد إلقاء  القبض عليه  من قبل رجال مكافحة المخدرات بدبي ، اعترف باستلامه، وتخزين هذه الكمية الكبيرة من الحبوب المخدرة من المتهم الأول قبل 3أشهر من تاريخ تنفيذ العملية مطلع شهر أكتوبر الماضي ، وذلك من خلال ثلاث شحنات برية، تم تهريبها في سيارات مختلفة وفقاً لتوجيهات وإرشادات زعيم العصابة الذي يقيم خارج الدولة.

وأنه “المتهم الثاني” كان يتقاضى على تخزينه لكل حقيبة 5000درهم.علماً بأن مجموع الحقائب المخزنة التي تم ضبطها 14 حقيبة سفر بالإضافة للعديد من الأكياس البلاستيكية، وخمس صفائح حديدية فيها كميات كبيرة من حبوب الكبتاجون المخدرة ، وثمة خمسة موازين متنوعة الأحجام، وأدوات وأوعية تفريغ وتعبئة للمخدرات تمت مصادرتها مع جملة المضبوطات.

ولقد ألقي القبض على المتهمين الثاني والثالث داخل سيارة مرسيدس بعد أن قاما بتحميلها بالمخدرات داخل المستودع المشار إليه ،تحت أنظار أفراد الكمين من رجال مكافحة المخدرات في شرطة دبي، وتوجها بها إلى النقطة المتفق عليها لتسليمها للمشتري المزعوم الذي زرعته لهم الشرطة في العملية.

وعند نقطة محددة من منطقة القصيص بالقرب من شارع دمشق ، تم اعتراضهما في اللحظة الحاسمة،و ألقي القبض عليهما، بالتزامن مع عملية مماثلة ألقي فيها  القبض على المتهم الأول في إحدى المباني من شارع بور سعيد.
التهم المسندة:

وأسندت للمتهمين الثلاثة تهمة حيازة المواد المخدرة والمؤثرات العقلية بقصد الاتجارى والترويج، بالإضافة لتهمة التعاطي للمتهم الأول إذ أثبتت الفحوصات الطبية التي أجريت له بأنه متعاط لكمية من الإمفيتامينات المخدرة.

إلى ذلك فقد توجه قائد عام شرطة دبي اللواء خميس مطر المزينة بالشكر والتقدير إلى كل من الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ،والفريق ضاحي خلفان تميم نائب رئيس الشرطة والأمن العام بدبي، على متابعتهما المستمرة لمختلف تفاصيل العملية، واهتمامهما العميق بهذا الجانب الأمني “مكافحة المخدرات” ودعمهما غير المحدود للإدارة ، مما مكن رجالها من أن يكونوا على هذه الأهلية المعرفية و الميدانية والمقدرة العالية في التصدي للنشاطات الإجرامية ذات الصلة بتهريب المخدرات وترويجها في إمارة دبي والإمارات الأخرى.

مؤكداً أهمية المستوى المتقدم من التعاون القائم مابين أجهزة مكافحة المخدرات في الدولة تحت مظلة وزارة الداخلية والإنجازات الكبيرة التي تحققت بموجبه سواء من حيث الضبطيات أو التصدي لعمليات تهريب المخدرات داخل الدولة وخارجها.
مشيراً وفي السياق ذاته إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها دولة الإمارات من خلال أجهزتها الأمنية المختصة على المستويين الإقليمي والدولي في التصدي للتجار والمهربين في أنحاء العالم،  مما جعلها تحظى بمكانة مرموقة في مختلف المحافل الدولية المعنية بهذا الشأن. موصياً بضرورة تكاتف جميع الجهود للحؤول دون تورط الأبناء، وأفراد المجتمع عموماً بممارسة هذه النشاطات الإجرامية التي من شأنها أن تضر بشباب دولة الإمارات، وتخل بالاستقرار الاجتماعي فيها.

داعيا الإعلام في دولة الإمارات ممثلا بمختلف وسائله، أن يكون شريكاً في تعميق وعي أفراد المجتمع بمخاطر وأضرار انتشار المخدرات، ورديفاً لمختلف الأجهزة الأمنية في تعميم استراتيجياتها وتوضيحها للمجتمع، ونشر كل ما يصلها من  أخبار عن أي نشاطات إجرامية لتجار ومهربي ومروجي المخدرات والعمليات التي يتم إحباطها.

إشادة وثناء وشكر

كما أشاد اللواء خميس مطر المزينة بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات بشرطة دبي ممثلة باللواء عبد الجليل مهدي محمد العسماوي لما تقوم به الإدارة  من عمليات ضبط وتصدٍ نوعية في إطار مكافحة المخدرات داخل الدولة وخارجها، وثمن سعادته دور فريق العمل الذي نفذ العملية ضباطاً وصف ضباط وأفراداً، وما يبدونه من إخلاص وتفان في حماية الوطن من كل نشاط إجرامي، يستهدف أمن واستقرار أفراد المجتمع في دولة الإمارات.

منوهاً بدور إدارة مكافحة المخدرات في شرطة الشارقة على تعاون طواقمها المختصة مع زملائهم في شرطة دبي أثناء عمليات المداهمة والتفتيش لشقق المتهمين الثلاثة في إمارة الشارقة.

الكبتاجون

تجدر الإشارة إلى أن الكبتاجون يعتبر من المواد المحظورة، كونه يصنف من المخدرات التصنيعية ، ويعاني المدمن عليه من الهلوسات السمعية والبصرية واضطراب الحواس، فيتخيل أشياء لا وجود لها,كما تظهر عليه أعراض تشبه حالات مرض الفصام أوجنون العظمة.

وقد يمر بحالات من الاكتئاب يطغى عليه فيها الشعور بالاضطهاد والرغبة بالبكاء بدون سبب، ومع الإفراط في تناول الكبتاجون  يحدث نقص في كريات الدم البيضاء، مما يضعف المقاومة للأمراض، مثل الالتهابات والنخر والفشل الكلوي ودمار الأوعية الدموية بالكلية، وانسداد الأوعية الدموية للمخ، ونزيفها الذي قد يؤدي إلى الوفاة.

المصدر: البيان