كاتب عمود يومي في صحيفة الوطن السعودية
ليست هذه أبداً محاولة لطمس اسمي من الكاذبة المزعومة “قائمة العار”، فالعار الحقيقي أن يشغلنا مثل هؤلاء المرجفين المزايدين بمعارك ثانوية مفتعلة ننسى معها أهلنا الكرام في غزة وكل الغالية فلسطين، وهم يرزحون لأسبوعين تحت نيران عدونا التاريخي الوحيد. هؤلاء المرجفون المزايدون بارعون في تقسيم الصفوف وتشتيت تركيز أبناء الوطن والأمة، ومهرة في اختلاق الأعداء في أحلك الظروف التي يفترض أن نتحد فيها جميعاً بصوت واحد وقائمة شرف متحدة. فعلوا هذا الانقسام واستجلاب القوائم والعداءات منذ أيام “مذكرة النصيحة” التي ساقوا فيها من الأوهام والخزعبلات من أجل قسمة شعب كان يواجه يومها معركة بقاء ووجود، وفعلوا هذا أيام الحرب على إرهاب القاعدة حينما كانت القنابل تضرب في مجمعات الرياض بينما هم يفزعون على الفضائيات بمبادرات الفضيحة.
مقالي إلى غزة وأهلها كان “صوت العقل” في العنوان وفي المضمون، وهو موجود إلى يساري الآن، وعلى الفضاء الإلكتروني، وسأضيف أيضاً أن هؤلاء، هم مثلي، لم يضربوا برصاصة واحدة في جهاد ولم يغبروا أقدامهم في حروبه طرف عشية. هؤلاء يرون أن قضية فلسطين برمتها هي قضية الأفراد والقيادات، وإذا ما اختلفنا مع فرد أو رئيس أو قائد تنظيم فسندخل “قائمة العار” من بابها الواسع. هؤلاء يختزلون هذا الدين في الأسماء والأفراد والشخصيات. واحد من هؤلاء الذين طاروا إلى الآفاق محتفياً بصدور “قائمة العار” هو من قال ذات يوم على أشهر منابرنا “إن الرافضة أشد خطراً على الإسلام والمسلمين من اليهود، وإن من يصافح قادتهم أو يمد يديه إليهم إنما لديه شك بين في إسلامه ومعتقده”. وهنا سأحيله إلى المحرك الفضائي الجوجلي كي يشاهد تهافت خالد مشعل على تقبيل يد خامنئي، وكيف انحنى أبومرزوق مقبلاً عمامته. سيشاهد هو ومَن معه صوراً هائلة لمشعل وأسامة حمدان وعشرات غيرهم بضحكة مجلجلة على طاولة بشار. هؤلاء سيشاهدون محمد مرسي من داخل القفص وهو يهتف “لبيك غزة”، فأين كانت “لبيك وسعديك” يوم كان مرسي هو الزعيم الأول في الاتحادية في ذات ظروف الحرب قبل رمضانين. العيب أن نتاجر بهؤلاء وبدمائهم وأرواحهم بينما كل القصة مكشوفة.
المصدر: الوطن أون لاين