كاتبة إماراتية
ابقَ بجانبي اليوم وإلا سوف أرحل.. منحتك قلبي ولكنك خذلتني..
بعض الأشخاص المقربين قد يدخلونك في حالة من الحميمية المريحة عندما يريدون منك شيئاً، ولكن سرعان ما تتبدد هذه المشاعر وتتحول إلى خوف وقلق وارتباك حين تبدأ عملية الابتزاز العاطفي، فالمبتز عاطفياً يستخدم بعض عبارات الخوف والإلزام والشعور بالذنب لتحقيق رغباته.
إن عالم الابتزاز العاطفي في غاية الإرباك، لأن ممارس الابتزاز سواء كان زوجاً أو ابناً أو زميل عمل أو صديقاً يعرف نقاط ضعف من يبتزهم، لذا يتسم بالدهاء والمراوغة للحصول على ما يريد حتى ولو كان غير مناسب أو جيد للطرف الآخر، فالمهم تحقيق راحته النفسية.
إذا نظرنا إلى الابتزاز العاطفي عن قرب فسنجد أنه ينقسم إلى أربعة أنواع، النوع الأول هم المعاقبون وهم المبتزون الذين لديهم القدرة على جعل الأشخاص الذين يتم ابتزازهم على دراية تامة بما يريدونه، والعواقب المترتبة في حال رفضهم وعدم الخضوع، فسلوكهم إما أن يكون عدوانياً أو هادئاً، لأنهم يخمدون نيران غضبهم في هدوء »إذا رفضت هذا العمل الإضافي فلن تحصل على ترقية«.
أما النوع الثاني فهم القائمون بالعقاب الذاتي، حيث يلعب فيه المبتز دور المتحكم الوحيد في العلاقة، فيمارس دور الضحية »إذا لم تفعل ما أريد فسأعاني وأنت المسؤول«. من أبرز صفات من يقوم بهذا الدور هو عدم تحمل المسؤولية، ففي أي مشكلة يقعون بها إما يشيرون بأصابع الاتهام لأي شخص، وإما يقومون بتجاهل المشكلة برمتها.
المعانون هم الصورة الثالثة للابتزاز العاطفي، فالمبتز لا يقوم بالتهديد المباشر أو التهديد بإيذاء النفس، لأن غرضه الأساسي أن يكون ضحايا الابتزاز على علم بأنهم سوف يعانون من الحرمان أو الإهمال بسبب أخطائهم الفادحة. فقد ترسل الأخت رسالة نصية لأخيها لتعبر عن استيائها بسبب إهماله العارم بعبارات تقتله من الداخل، وتشعره بتأنيب الضمير »لا تزور ولا تسأل« أو »حاول أن تخمن ما فعلته بي«، فبالرغم من أن المعانين لا يتكلمون عن استيائهم بشكل مباشر، إلا أن صمتهم يكون له مفعول السحر في نفوس الضحايا الذين يعانون من الابتزاز.
أما النوع الرابع من الابتزاز فيكمن في إعطاء الوعود بالحب أو المال أو التقدم الوظيفي حتى يشعر ضحايا الابتزاز بالحب الذي يدخل القلب دون سابق إنذار، ولكن سرعان ما تتحول كل هذه الوعود إلى رماد بمجرد الاقتراب منها.
أكثر ما يخافه ضحايا الابتزاز العاطفي هو تجرع مرارة الوحدة بأن يكونوا دون صحبة أو شريك حياة، حتى ولو كانوا يعيشون وسط عائلة تحبهم وتحيطهم بالعاطفة. وذلك ما يجعلهم فريسة سهلة للابتزاز بالرغم من أن وجود بعض الأشخاص في حياتهم مصدر تعاسة. اكتشف ذاتك، فما أجمل العودة إلى أرض الاستقرار الداخلي بالتغلب على الابتزاز العاطفي والوصول إلى محطة الثقة واحترام الذات، ليتسرب ويتوجه داخلك قاصداً لب كيانك، فتعرف من هو أنت حقاً.
المصدر: البيان