كاتب سعودي
حين ينقلب سطح المحيط في ظاهرة كونية معروفة، تظهر من القاع للسطح طحالب، وكائنات تعيش في الظلام بين الصخور العميقة، وهو ما يحدث حين ينقلب سطح المجتمع الساكن بأي متغير خارجي شديد، فتتحرك الكائنات المختفية التي تعيش في ظلام الأعماق الاجتماعية إلى السطح، فتعكر نقاء المجتمع، ولقوتها التفاعلية، وتأثيرها تكون لها السيطرة الغالبة على الأمور، وتصعب إدارتها لأنها كائنات عاشت في الخفاء، وكانت متحفزة للعب دور تكسب منه وجودها، وتأتي انقلابات سطح المجتمع لتعطي هذه الكائنات فرصتها التي لا تعوض للظهور بعد زمن من الانتظار.
في هذه العقود المتأخرة صار ينقلب سطح المحيط الاجتماعي في العالم العربي بأحداث مدبرة يروجونها؛ وفي ذيلها دمار مادي وروحي خطط له أعداء الإنسان في هذه المنطقة، ونفذوه بمعونة هوس أن جنس العرب سينتهي لحساب الحلمين الإيراني والإسرائيلي، وهو مفهوم خاطئ سرعان ما يحفز قوة جديدة في الجسد العربي.
في كل ما يجري في العالم العربي لم تعد هناك مؤامرة خفية، فكل شيء ينفذ في العلن ونحن نسأل عن هذا التحالف العسكري لضرب المدن بحجة مقاومة الإرهاب، فالإرهاب جيش مجيش في الصراع القائم يؤدي دوره لمن وظفوه، لأنه طرف في هذا الانقلاب الاجتماعي الذي يعد بمزيد من الدمار.
فوضى العالم العربي الخلاقة المزعومة تبدأ بخلخلة القناعات، والحروب، ثم هدم المدن الكبرى لضرب الثقافة في جسدها المادي، ثم محاولة إعمار المدن بأسلوب آخر لا يترك للماضي أثرا، أو ذكرى، أو تاريخا، فالمستهدف ثقافة كانت تسمى الثقافة العربية، فهل تصمد ثقافة العرب لهذا التحدي، أم سيقول الناس وانقرضت العرب المستعربة، مع العرب العاربة إلى الأبد؟
الناس تقتل عشوائيا تحت ركام المدن التي تدمر والأداة هي دولة إيران التي تحسب أنها ستنجو من الدمار الذي تزرعه في العالم العربي بمعونة حلفائها أصحاب بني صهيون الذين وقفوا ضد أي تقدم في العالم العربي لقرن من الزمان.
المصدر: الاقتصادية
http://www.aleqt.com/2014/10/17/article_896768.html