يبدو واضحاً أن الإخوان يقفون وراء الحملة المنظمة لإثارة الرعب في أوروبا.
عمليات الدهس المتكررة والمتنقلة من دولة إلى أخرى تستهدف زعزعة ثقة الأوروبيين في أنفسهم، حكومات وأفراداً.
وحوادث الطعن العشوائي للآمنين في أماكن غير متوقعة يراد منها بث حالة من الشك في كل خطوة يخطوها الأوروبي الذي اعتاد على قضاء أغلب وقته خارج المنزل.
أبو يعقوب ومشكاح وغيرهما تخرجوا من المدرسة الإخوانية، سواء تلك الموجودة في بلدانهم الأصلية أو في الدول الأوروبية التي يقيمون بها، ولا علاقة لهم بداعش، والبيانات التي تصدر باسم هذا التنظيم مزورة، فالآلة الإعلامية الإخوانية في الدوحة وإسطنبول ولندن وعواصم ومدن أوروبا هي التي تكتب تلك البيانات وتنشرها باسم داعش.
منذ السبعينيات تمركز قادة الإخوان هناك، واتخذوا من عدة مدن رئيسة مقرات لهم، ومن تجارة العقارات وإدارتها انطلقوا، وسيطروا على التجمعات العربية والإسلامية، ومارسوا الأسلوب نفسه الذي اتبعوه في الدول العربية.
واستقطبوا أعوانهم من المدرسين وافتتحوا المدارس، وزرعوا الفكر المتطرف في عقول الأطفال والشباب، وبعدها أسسوا مساجد الشقق التي لا يصلي فيها غيرهم، ونشروا المنتمين إليهم في الأسواق، وشغلوا شبكات من السائقين على سيارات الأجرة الخاصة لاصطياد السياح العرب، واختلفت أوروبا في الألفية الثالثة عنها من قبل، ولم تتنبه أوروبا لأولئك الذين يبيعون الفواكه بأشكالهم الدالة على انتماءاتهم، ظناً منها أن خطرهم ينحصر في الضواحي ذات الأغلبية العربية والإسلامية.
صحف إسبانيا ووسائل إعلامها قالت الحقائق التي خجلت الحكومات من قولها، وأشارت بأصابع الاتهام إلى الدوحة، موضحة أن عملية الدهس في برشلونة إن كانت من تدبير داعش فإن قطر هي التي صنعت داعش، والشباب العشريني المقيم في أوروبا عرف الإخوان ولم يعرف داعش، وتربى على فكر الإخوان ولا يعرف فكراً مخالفاً لبن لادن أو البغدادي.
وهذه الأفعال عرفت منذ أن كان حسن البنا موجوداً، أي قبل أن يولد قادة القاعدة وداعش، يقتلون بيد ويصافحون باليد الأخرى، يدعون أنهم حركة إسلامية سياسية مسالمة، والأسماء التي اخترعوها حركات إرهابية، وهذا ما تريد قطر أن توصله لأوروبا، إنها تقول لهم «إن الإخوان مسالمون فإذا ضاقت بهم الدنيا تحولوا إلى قتلة عند المتطرفين».
المصدر: البيان