كاتب عمود يومي في صحيفة الوطن السعودية
يعلم الإخوة الفضلاء الكرام من كوادر تحرير الزميلة صحيفة “سبق” الإلكترونية ما أكنه لهم من اعتداد ومودة، مثلما يعلم الجميع أن هذه الصحيفة بالتحديد كانت نواة الانتشار، وبذرة ولادة الصحافة الإلكترونية الحقيقية. وجمل المصارحة والمكاشفة مع إخوتي هناك تبدأ بتحذيرهم من خطورة الوعي المجتمعي لعواقب التسرع في نشر أخبار يثبت فيما بعد أن “السبق” رديف لغوي للعجلة.
قبل عامين أو أكثر، سارعت صحيفة “سبق” بنشر خبر عن انتحار طالب جامعي بجامعة الملك خالد، بعيد وفاته مباشرة بعشرين دقيقة، ثم سحبت الخبر من موقعها بعد سبع دقائق، ولكن “العجلة” كلفتها مرافعة قانونية دفعت لها ثمنا باهظا، وهم يعرفون كل التفاصيل، التي بقي منها ذلك الجرح الغائر لأهل شاب فتحوا قلبه في حياته ثلاث مرات تحت مبضع الرحمة.
قبل عام أيضا نشرت نفس الصحيفة قصة “جدِّ” سعودي ثمانيني قالت إنه اغتصب شابة في مونتريال، بينما كان يحمي أطفاله من عبث مراهقة في ذات المسبح كما أكدت إدارة الفندق، وبشهادة البوليس الكندي، فأين يضع هذا “الجد” الشريف وجهه من “سبق” متعجل؟
هي نفسها أول صحيفة تنشر خبرا عن “سعودي” مشتبه به في تفجير ماراثون بوسطن، وكلنا يعرف تلك النهايات. هي ذاتها “سبق” التي نشرت خبرا غامضا جدا عن مقتل الشريفة الكريمة ناهد المانع، في بريطانيا، ثم قالت في ذات الخبر، “إن جامعة الجوف أجبرتها على الابتعاث”، وكأن الجامعة أخذتها ملزمة في خفارة شرطي من سكاكا إلى كولشستر.
وللإخوة في “سبق” سأقول صادقا: نعم نحن بالشواهد ومن موقعكم نعرف أن في أجندتكم خطا واضحا ضد الابتعاث وضد هذا البرنامج الوطني. وفي ملفي، ومن موقعكم مئات البراهين الدامغة. ونصيحتي أنكم قد لا تدركون حجم خسارتكم لنصف مليون من المبتعثين وعوائلهم وهم “الإنتلجنسيا” السعودية القادمة. أنتم أول من يعلم أن الجالية الطلابية في أميركا تحصد للعام الثالث شهادة أفضل جالية أجنبية، وأنتم أول من يعلم أن الحصاد القانوني للجنح لنحو نصف مليون مبتعث مع ذويه في سبع سنوات لم يتجاوز حتى اليوم 130 ملفا، وهو رقم يتجاوز أضعاف المدون لدى شرطة بارق أو طبرجل في ظرف أسبوع واحدة. نحن لا نعرف سببا لتضخيم أخبار الإثارة ضد البرنامج الوطني للابتعاث، ولا الداعم لهذه الأخبار، ولا الدوافع. نحن نقرأ الأخبار ونعرف من الإحصاء مصطلح التناسب والنسبة.
المصدر: الوطن أون لاين