لا يقف سجل الإرهاب القطري عند حد، وفي كل يوم تتسع رقعة التدخلات، والتي كان ابرزها اغتيال العقيد الليبي الراحل معمر القذافي ونجله المعتصم بالله بعد أسرهما حيين في ضواحي مدينة سرت في 21 أكتوبر 2011.
وجاءت عملية الاغتيال تنفيذاً لفتوى شرعية صادرة عن شيخ الفتنة يوسف القرضاوي تبيح قتل القذافي، حيث قال في 20 فبراير 2011 من على قناة «الجزيرة» الفضائية: «أنا هنا أفتي.. من يستطيع أن يطلق رصاصة على القذافي أن يقتله ويريح الناس من شرّه».
إطفاء الأسرار
وكشف محمد رشيد مستشار الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات أخيراً أن قتل القذافى ونجله المعتصم بعد أسرهما لم يكن فورة هياج ولا انتقاماً بل قرار نُفِذ لإطفاء أسرار كثيرة وخطيرة، مؤكدًا أن جماعة إخوان ليبيا قتلوا القذافى، وقتلوا وحرقوا عبدالفتاح يونس، وقتلوا السفير الأميركي، وخسروا 3 اختبارات انتخابية فقرروا قتل ليبيا.
وسبق أن تحدثت الصحيفة الروسية «أرغومنتي نيديلي» عن معلومات تؤكد وقوف أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني وراء مقتل العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، بعدما أمر شخصيا قائد قواته الخاصة بالإجهاز عليه، وذكرت الصحيفة الروسية أن إحدى سفن بلادها التي كانت مرابطة أثناء الأحداث في مياه البحر الأبيض المتوسّط قبالة الشواطئ الليبية.
تمكنت بفضل أجهزة تنصّت من اعتراض مكالمة أجراها قائد القوات القطرية الذي لم يعر اهتماماً للحيطة في خضمّ الفرحة بالنصر الذي شاركت فيه قواته في ليبيا مع أمير قطر شخصياً، أخبره فيها بصريح العبارة أنه قد أجهز على العقيد الجريح، فأثنى الأمير القطري على الضابط ووعده بمكافأة مجزية -حسب ما أكدته الصحيفة ذاتها -، مكذبة بذلك ما روجته وسائل الإعلام الغربية بخصوص مقتل القذافي على يد الشاب الليبي ذي 18 ربيعاً.
كما أكدت الصحيفة الروسية أن مشاعر العداء التي يُكِنّها الأمير القطري حمد تجاه القذافي سببها تعرّضه للإهانة خلال القمة العربية في سرت، حين سخر منه القذافي قائلا: «يا أخي لقد سمنت وأصبحت شبيها بالبرميل، وعلى الأغلب أن الأريكة الفاخرة المعدّة لجلوسك لن تتّسع».
إذلال شعب
وتناولت صحيفة «أرغومنتي نيديلي» الروسية تصريحات ولي العهد القطري حينها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في شهر أكتوبر من العام 2011، بخصوص انخراط مئات القطريين منذ بداية الحرب في ليبيا في صفوف الثوار، مؤكدا أنهم ليسوا مدنيين بل من نخبة القوّات القطرية الخاصّة.
وبحسب مراقبين، فإن حكام قطر أصروا على التخلص من القذافي، وهم من كانوا وراء فكرة عرض جثته في فضاء مفتوح لمدة ثلاثة أيام في مدينة مصراتة بشكل مناف لكل القيم الإنسانية إمعانا في التشفي وفي إذلال الشعب الليبي الذي مثل القذافي حاكماً لبلاده لمدة 42 عاماً، كما أن المخابرات القطرية أوصت أمراء الميلشيات في مصراتة بضرورة دفن القذافي في مكان مجهول حتى لا يتحول قبره مزاراً لأنصاره فيشوش على مشروع الإخوان لحكم البلاد، مثلما حتى مع قبر صدام حسين في العراق عندما دفن في مسقط رأسه بمحافظة تكريت.
جريمة حرب
وكان الناطق باسم الجيش الليبي أحمد المسماري اعتبر أن عملية اغتيال القذافي تعتبر جريمة حرب، وفي حين أشارت مصادر حقوقية أن مقتل القذافي سيكون من ضمن الجرائم التي سيتضمها الملف الذي يتم إعداده لمحاكمة قطر أمام القضاء الدولي.
وقال محللون ليبيون لـ«البيان» إن القذافي وقع في قبضة المتمردين وهو حي مثله مثل نجله المعتصم بالله، وكان من المفروض تقديمهما إلى محاكمة عادلة، إلا أن حكام قطر الذين كانوا يديرون الأحداث في البلاد خلال تلك الفترة، ويتزعمون الفريق المنتصر في الحرب الأهلية، قرروا التخلص من القذافي نهائيا، لأسباب عدة منها انه يعتبر خزينة أسرار تدين النظام القذافي يمكن أن يكشف عنها العقيد الراحل أمام القضاء في حال محاكمته وعدو معلن لقوى الإسلام السياسي ويمكن أن يهدد مشروع قطر في المنطقة وخاصة في ما يتعلق بسعي الدوحة لتمكين جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة.
المصدر: البيان