نجحت القوات المشتركة وبمساعدة طائرات التحالف الدولي بالسيطرة على بلدة صرين في ريف حلب الشمالي الشرقي، قاطعة طريق إمداد حيوي لتنظيم داعش، يربط بين محافظتي حلب والرقة معقله الأساسي، فيما أفيد من ريف اللاذقية الجنوبي عن دك «جيش الفتح» مدينة القرداحة الخاضعة لسيطرة النظام ردا على الحملة العسكرية المستمرة على مدينة الزبداني في ريف دمشق.
وأعلنت «غرفة عمليات بركان الفرات» المكونة من مقاتلي حماية الشعب وفصائل من الجيش الحر يوم أمس الاثنين، سيطرتها على مركز بلدة صرين مع استمرار الاشتباكات جنوب البلدة، ووجود جيوب لتنظيم داعش شمالها وشرقها.
ونقلت وكالة «آرا نيوز» التي تُعنى بأخبار الأكراد عن مصادر عسكرية، أن «مركز بلدة صرين بات خاليًا تمامًا من مسلحي تنظيم داعش، منذ يوم الأحد، مع استمرار عمليات التمشيط الدقيقة في أحياء البلدة بحثًا عن عناصر متبقين من التنظيم، وإزالة بعض المفخخات».
وأكد سرحد عباس، المقاتل في وحدات حماية الشعب، أن «الاشتباكات العنيفة ما زالت مستمرة في قرية الشهداء جنوب صرين، بعد السيطرة على مركز البلدة، حيث قتل عشرات المسلحين من تنظيم داعش وفرّ البقية».
وقال عباس بأنه «لا تزال بعض الجيوب والقرى في محيط صرين تحت سيطرة مسلحي تنظيم داعش في كل من قرية سبت فوقاني وسبت تحتاني وخربة الجابرية وخربة البروج ومنطقة الصوامع، حيث تحاصر القوات المشتركة بقايا مسلحي التنظيم في تلك النقاط».
وأفاد المرصد السوري عن سيطرة المقاتلين الأكراد على بلدة استراتيجية في شمال سوريا، ما سمح لهم بقطع طريق إمداد حيوي لتنظيم داعش، يربط بين محافظتي حلب والرقة، معقله الأساسي.
وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية أن «التنظيم كان يستخدم بلدة صرين كقاعدة لمهاجمة الأكراد في ريف حلب»، لافتا إلى «احتمال انخفاض حدة هذه الهجمات» بعد السيطرة على صرين.
وقال الناشط الكردي مصطفى عبدي المقيم في مدينة كوباني الواقعة على بعد نحو 40 كلم شمال صرين، بأن «وحدات الحماية الكردية مستمرة بتمشيط البلدة تحسبا لوجود انتحاريين مختبئين».
ونقل «مكتب أخبار سوريا» عن الناشط المدني أيمن الجميلي أن تنظيم داعش انسحب من صرين عبر القوارب إلى الضفة الغربية من نهر الفرات وإلى منطقة سد تشرين جنوب البلدة بـ15 كلم، وذلك نتيجة القصف «الكثيف» الذي شنه الطيران الحربي التابع للتحالف الدولي على البلدة ومحيطها.
وتحدث الجميلي عن هجوم «عنيف» شنته القوات المشتركة بإسناد جوي «كثيف» من قبل طيران التحالف تمكنت خلاله أمس من التقدم في قرية الشهدا المجاورة لصرين وقرى أخرى بمحيطها، ما أجبر التنظيم على الانسحاب منها. وأشار إلى وجود أكثر من 8 آلاف مدني في صرين محاصرين «بشكل كامل» ويعانون «أوضاعًا مأساوية» وانقطاع الماء والكهرباء عنهم بسبب المعارك المحيطة بهم.
بالتزامن، أعلن «جيش الفتح» استهدافه لمدينة القرداحة الخاضعة لسيطرة النظام بريف اللاذقية الجنوبي، بعدد من الصواريخ وقذائف المدفعية، وذلك في بيان مصوّر بثّه على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأشار البيان إلى أن هذا الاستهداف الذي بدأ منذ ثلاثة أيام يأتي ضمن الحملة التي أطلقها جيش الفتح «لنصرة» مدينة الزبداني المحاصرة بريف دمشق.
وقال قيادي في «جيش الفتح»، بأنهم سيستمرون باستهداف القوات النظامية في القرداحة، إلى حين قيامها وعناصر حزب الله الداعمة لها، بفك الحصار عن الزبداني. كما نشر ناشطون معارضون على مواقع التواصل الاجتماعي، صورًا لحرائق قالوا: إنها اندلعت في القرداحة جراء القصف، مؤكدين سقوط ستة صواريخ من طراز غراد في محيط المدينة، من دون ورود أنباء عن وقوع قتلى أو جرحى.
أما في حماه، فأفيد عن إحباط فصائل تابعة للمعارضة السورية محاولة تقدم نفذتها القوات النظامية في منطقة سهل الغاب بريف حماه الغربي.
ونقل «مكتب أخبار سوريا» عن الناشط الإعلامي المعارض حسين الحموي، «أن مقاتلي المعارضة صدوا محاولة تقدم للقوات النظامية باتجاه قرية خربة الناقوس، ما أدى إلى مقتل أربعة عناصر نظاميين وسيطرة المعارضة على سيارة دفع رباعي مزوّدة برشاش دوشكا».
من جانبها؛ استهدفت المقاتلات المروحية التابعة للجيش السوري النظامي، بالبراميل المتفجرة والألغام البحرية، بلدة اللطامنة وقرية معركبة في ريف حماه الشمالي، كما استهدفت بعشرة ألغام بحرية قرى الدقماق والحواش وقسطون الخاضعة جميعها لسيطرة المعارضة في منطقة سهل الغاب أيضًا، بحسب المكتب.
المصدر: بيروت: «الشرق الأوسط»