كاتب سعودي
منذ الأول من ديسمبر 2019، والمملكة ترأس قمة العشرين، وهي المنتدى العالمي الذي يشمل 80% من الناتج المحلي الإجمالي، وتشكل ثلثي سكان العالم، وثلاثة أرباح التجارة العالمية، وتجتمع الدول لنقاش القضايا الاقتصادية والمالية والاجتماعية، وطرح القضايا التي تهم الاقتصاد العالمي للعمل على وضع استراتيجيات والحلول لها أو تجاوز العقبات التي قد تعتريها، وسيطرت هذه السنة جائحة “كورونا” التي كبدت الاقتصاد العالمي الخسائر الكبيرة في الأرواح والمال وزيادة البطالة، وألقت بظلالها على الاقتصاد العالمي.
تركز المملكة من خلال قيادتها للمجموعة للعام 2020م على ثلاثة محاور أساسية سيتم استعراضها أثناء اللقاءات المحددة، وهي: تمكين الإنسان: من خلال تهيئة الظروف التي تمكن الجميع، لا سيّما المرأة والشباب، من العيش الكريم والعمل والازدهار. ثانيا: الحفاظ على كوكب الأرض: من خلال تعزيز الجهود الجماعية لحماية كوكبنا، خصوصًا فيما يتعلق بالأمن الغذائي والمائي والمناخ والطاقة والبيئة. ثالثا: تشكيل آفاق جديدة: من خلال تبني استراتيجيات جريئة وطويلة المدى لمشاركة منافع الابتكار والتقدم التقني.
والمملكة تقود القمة من مركز قوة وعمل وإصلاح اقتصادي كبير من خلال رؤيتها 2030 والإنجازات التي تعمل عليها حيث أنجزت الكثير من الأعمال والإصلاحات الاقتصادية وتطلع للمستقبل، ولازالت تعمل من خلال هذه الرؤية التي يقودها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، الذي تحدث خلال الأيام الماضية وبلغة الأرقام عن حجم الأعمال والإنجازات التي تمت وما سيتم مستقبلا.
مكانة المملكة الاقتصادية وثقلها السياسي يجعلها في قمة العشرين تمثل منطقة الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا وهذا لمكانة المملكة وحضورها الدولي. وحين نستعرض أثر جائحة كورونا على دول العشرين نجد أن المملكة من أقل الدول تأثرا بها، وكما ذكر سمو ولي العهد في حوار سابق “أن السعودية تعد من أفضل 10 دول في التعامل مع التبعات الاقتصادية لجائحة كورونا في المجموعة، وشدد ولي العهد في حواره في الوقت ذاته على التفاؤل بأن وتيرة النمو ستتسارع مع زوال الجائحة وعودة الأمور لطبيعتها لتكون المملكة من أسرع دول مجموعة العشرين نمواً في الناتج المحلي غير النفطي في السنوات المقبلة” وهذا ما وضع المملكة بهذه المكانة والقدرة الكبيرة كما نشاهد اليوم، ماذا فعلت “كورونا” في دول العالم مقارنة بما حدث بالمملكة التي حققت نجاحا كبيرا سواء على الصعد الصحية أو الاجتماعية أو الاقتصادية، بتجاوز هذه الأزمة والتي شارفت على مراحلها الأخيرة بإذن الله، وهذا ما يشكل نجاحا وإنجازاً كبيرا للمملكة، ونجاحها بقيادة قادة هذه البلاد -حفظهم الله-.
استضافة قمة العشرين بالمملكة، هي تأكيد على مكانة المملكة الدولية وعلى ثقلها الكبير ليس اقتصاديا فقط، بل بالعالم الإسلامي وعامل استقرار عالمي وداعم لكل الجهود الدولية والسلم العالمي. وأن المملكة تتجه لاغتنام الفرص وتحقيق النمو الاقتصادي من خلال رؤيتها كما هو عنوان قمة العشرين للعام 2020. وأن مواجهة المستقبل من خلال اغتنام الفرص والعمل عليها ووضع الخطط لها لتحقيقها، رغم ما حدث من أزمة عام 2020 و”كورونا” التي أثبتت قوة ومكانة وقدرة المملكة في تجاوزها بأقل الأضرار مقارنة بما تم بدول كبرى، وهذا ما يسجل نجاحا كبيرا لخطط المملكة وقيادتها، التي يمكن خلالها أن تثبت نجاح سياساتها وخططها التي وضعتها ونفذتها.
المصدر: الرياض