كاتبة إماراتية
تقولُ إحدى السيدات «أجدُني أتذكر كلام معلمتي في المرحلة الابتدائية بين الفينة والأخرى كلما تجاوزتُ مرحلة دراسية بنجاح، أجدني أحلق في ذاكرتي لأجد نفسي أمامها وهي توجه لي كلماتها المحبِطة بأنه من المستحيل لن أتجاوز المرحلة الثانوية لأنها تظن أنني فاشلة ولا أمتلك قدراً كافياً من الذكاء الذي يساعدني ويؤهلني لذلك». وتكمِل كلماتها قائلة: «كنتُ أذهب إلى والدتي وعيناي تتأججان بالدموع لانزعاجي، فتخبرني بأهمية التغاضي عن الكلمات السلبية، وأنه يجب أن أضيف إلى معجمي ثلاث كلمات (ذكية ودكتورة وناجحة)».
الخطوات التي تساعد على تقوية شخصية الطفل تكمن في التعزيز المعنوي من خلال مدحه والثناء عليه باستمرار عند تحقيق أي إنجاز، وتشجيعه على اتخاذ القرارات بنفسه وتحمل تبعات قرارته، حتى ينشأ الطفل قوي الشخصيّة، ناجحاً في حياته.
فإذا كانت البيئة التي ينشأ فيها الطفل تغرس فيه القيم الإيجابية، وتشجعه على تقدير الذات وتعلّمه آليات فن الحوار الناجح مع الآخرين، فسوف يصبح واثقاً من نفسه ومحبوباً في المحيط الذي يعيش فيه، كما أنها تجعل جميع المحيطين به يتعاملون معه بكل رقي واحترام.
أما إذا كان ما تربى عليه وسمعه الطفل هي كلمات ذات محتوى سلبي فسيعتاد عليها وينفر الناس من حوله، ويحرصون على عدم مجالسته والتقرب منه، فيصبح بذلك غير مقبول اجتماعياً.
أعظم ما علمتني أمي أن أكون ناجحاً رغم كل شيء.. رغم كل قيد.
لم تشغل تلك السيدة بالها بالمعوقات ولم تسمح لتنمر تلك المعلمة أن يدهس طموحها أو يُكبل يديها، فاليوم تُلامّس الثلاث كلمات في قاموسها أرض الواقع، فلقد تمكنت بعزيمة وإصرار في كل مرحلة من حياتها أن تثبت لتلك المعلمة أن ما كانت متيقنة أنه مستحيل أصبح اليوم واقعاً حياً ينطق بالإنجازات.
المصدر: البيان