لا مناص من الذهاب للطبيب إذا حل بأحدنا مرض ما، لكن ماذا عن الحيوانات؟ كيف تتعامل مع أمراضها وأسقامها؟.
الجواب بسيط للغاية؛ هي على غرارنا تتداوى ولكن بنفسها، فخبرتها سمحت لها بإيجاد حلول لعوارض صحية عدة، بل ومعالجتها بطرق مذهلة. فهناك حالات عدة برهنت فيها الحيوانات على قدرتها على التغلب على مآزقها الصحية وتطويع الطبيعة من حولها بفطرتها للتغلب عليها والتخلص من تبعاتها، وفيما يلي أمثلة على سبل تخلص بعض الحيوانات من أمراضها للبقاء على قيد الحياة.
علاج بالفطرة
طائر الزرزور على سبيل المثال، كائن يهوى المدن، وإذا رأيته يوما يقحم نفسه في غيوم المداخن العالية للمباني سابحا فيها، فلا تتصور أبدا أنه بلا غاية أو أنه ينشد الدفء من وراء هذا الفعل، بل هو في الحقيقية يبحث على التخلص من الطفيليات العالقة بريشه من خلال الاغتسال في دخان البنايات المنبعث من إحراق الأخشاب للتدفئة.
الأيل الأحمر يعمد إلى القبض على طيور “البفن” وتقطيعها بوحشية، وتكسير عظامها لتزود بالكالسيوم منها لتعزيز نمو قرونه.
أما الدب البني الذي يقطن “آلاسكا”، فإنه لا يجب أن نعتبره مؤذيا للنباتات وعابثا بها ولا نهما، حينما نراه يعمل على اقتلاع جذور نبات “الأوشا” ومضغها، بل هو يسعى بذلك لاستخلاص المواد النشطة فيها، التي هي عبارة عن زيوت متطايرة تعمل على تلطيف المشاكل الجلدية، تماما على غرار “الكريمات” الجلدية الملطفة التي نشتريها إذا اقتضى الأمر ذلك.
أما في كينيا، فالفيلة التي تعيش في سهول” تسافو”، ليست مختصة في التغذية ولا تفقه في علم الغذاء شيئا، لكن بعض الأبحاث والدراسات، بين أن أنثى الفيل في أواخر فترة حملها تبدى شراهة في أكل نبات يدعى “كورديا كويتزي”، وأثبتت بعض الأبحاث أن هذا النبات بالذات يساعدها في زيادة تقلصات الرحم، وبالتالي يسهل عليها عملية الولادة.
كما تعمل الفراشة الملكية على إعطاء اللقاح الطبيعي لصغارها منذ الولادة، فالطفيليات تنمو على الصغار لتفسد عليها حياتها، لذلك تحرص هذه الفراشة على وضع صغارها على نبات اسمه “إسكلبياس كوراسافيكا”، وهو نبات غني بالستيرويد المقلل للأعراض التي تسببها الطفيليات، ما يمنح اليرقات الناشئة فرصة أكبر للحياة.
والمعروف أن الطبيعة لا تمنح وصفة دواء جاهزة، ورغم ذلك فقد اهتدت الخراف إلى الدواء الذي يجب أن تتناوله عندما تكون مصابة بطفيليات معوية أو آلام المعدة، حيث تتوجه للبحث عن مجموعة من النباتات الغنية بحامض التانيك والصابونين، وأحيانا ترواح بين أكثر من نبتة من هذا النوع للاستفادة من خلاصاتها في تجاوز مأزقها الصحي.
تنمو الطفيليات تنمو على صغار الفراش لتفسد عليها حياتها لذلك تحرص الفراشة الملكية على وضع صغارها على نبات غني بالستيرويد ومقلل للأعراض التي تسببها الطفيليات.
أما الأيل الأحمر فأحيانا يخرج عن طبيعته كحيوان عاشب بامتياز، ويعمد إلى القبض على طيور “البفن” البحرية التي تعيش في إحدى الجزر شمال الأطلسي، وتقطيعها بوحشية، وقد انتهى الخبراء أن هذا السلوك ليس ضربا من “الشذوذ” في النظام الغذائي لهذا الحيوان، إنما هو أسلوب علاجي محض، فالأيل يطمح من خلال هذا الفعل إلى مضغ العصافير وتكسير عظامها لتزود بالكالسيوم منها لتعزيز نمو قرونه.
هذه عينات من طب الحيوان في البرية، وهي مدرسة مذهلة مازلنا إلى اليوم نجهل حولها الكثير.
المصدر: محمد حوامدة – أبوظبي – سكاي نيوز عربية