حذر وجهاء مدينة الفلوجة من تردي الوضع الإنساني في المدينة الواقعة بمحافظة الأنبار في غرب العراق، وطالبوا القوات العراقية بفك حصارها، فيما أعرب الأزهر الشريف، أمس، عن قلقه الشديد للوضع المأساوي، الذي تعانيه الفلوجة منذ عدة أشهر، والذي تسبب بمقتل المئات من أبنائها، وتشريد العديد من الأسر، ونقص في الطعام والدواء، في مشهد مؤسف لا يقره عرف ولا دين ولا ضمير إنساني، كما أعربت جامعة الدول العربية عن بالغ قلقها إزاء تطورات الأوضاع المأساوية في البلاد، خاصة معاناة أهالي الفلوجة، حيث تعاني جراء النقص الحاد في المواد الغذائية والطبية.
وقال الأزهر، في بيان له أمس، إن إغاثة المسلمين المقهورين في مختلف أنحاء العالم واجب شرعي على جميع الدول الإسلامية، مطالباً الهيئات الإغاثية بالعمل سريعاً على إغاثة المحاصرين في هذه المدينة، مستنكراً جرائم تنظيم «داعش» الإرهابي في الفلوجة من تدمير للممتلكات، وقتل للأبرياء وتسببه بحصارها، ويطالب بضرورة مواجهتهم والتصدي لهم بكل الأساليب المشروعة.
وذكر الدكتور نبيل العربي، الأمين العام للجامعة، في بيان أمس، أن الجامعة تتواصل مع الحكومة العراقية لبذل مزيد من الجهود للإسراع في توصيل الإغاثة إلى الفلوجة، كما ناشد الدول المانحة ومنظمات الأمم المتحدة والهيئات العربية والدولية إلى سرعة التحرك لتقديم المساعدات الإنسانية العاملة لهؤلاء المتضررين. وأكد العربي موقف الجامعة العربية الداعم للعراق في تصديه للتنظيمات الإرهابية، التي تتخذ من المواطنين الأبرياء دروعاً بشرية ورهائن لتنفيذ جرائمها ومخططاتها الإرهابية، معرباً عن أمله في أن تتضافر جهود جميع القوى العراقية المنخرطة في العملية السياسية إلى إعلاء المصلحة الوطنية، من أجل تحقيق التوافق الوطني والسياسي، وتعبئة قدرات العراق لتحرير بقية أراضيه من براثن التنظيمات الإرهابية، وتوفير جميع مقومات الحياة الكريمة لأبناء الشعب العراقي.
من جهة أخرى، قال وجهاء الفلوجة – في مؤتمر صحفي في أربيل بشمال العراق- إن الوضع الإنساني داخل المدينة مأساوي بسبب الحصار الذي تفرضه السلطات العراقية على المدينة. وطالب متحدث باسم مجموعة تطلق على نفسها تجمع القوى العراقية للإنقاذ ورفض التوسع الإيراني، برفع ما سماه العقاب الجماعي الذي تفرضه الحكومة على سكان المدينة المحاصرة.
وكان مركز جنيف الدولي للعدالة اعتبر قبل أيام أن صمت الأمم المتحدة عن الحصار الشامل الذي تفرضه السلطات العراقية على الفلوجة منذ أشهر، يجعلها مشاركة في ما يحصل من موت جماعي لسكانها وجريمة «الإبادة الجماعية» التي تحصل فيها. كما أعربت لجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب العراقي في وقت سابق عن قلقها من الحصار الذي تفرضه قوات الأمن على مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار، وقالت في بيان لها إن تأخر القوات في استعادة المدينة وحصارها خلفا نقصاً في الغذاء والدواء. وكانت معلومات واردة من الفلوجة قبل أيام تحدثت عن فقدان أطفال وكبار في السن حياتهم جراء نقص حاد في الغذاء والدواء، قد دفعت ناشطين من أهل المدينة إلى إطلاق حملة في مواقع التواصل الاجتماعي حملت وسم «الفلوجة تقتل جوعاً» للفت أنظار المجتمع العربي والإسلامي والمنظمات الدولية إلى كارثة إنسانية تشهدها الفلوجة بسبب حصار القوات العراقية من جهة، ومنع تنظيم «داعش» للعائلات الراغبة في مغادرة المدينة من الخروج منها.
المصدر: صحيفة الخليج