ربط مناطق ومدن الدولة من الأحلام المبكرة للمؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لتعزيز أركان الدولة الاتحادية الوليدة، وتحقيق تواصل وترابط أبناء الوطن الواحد بعد عقود من العزلة والتباعد، فكان الاستثمار الكبير والضخم لإقامة بنية تحتية متطورة وطرق عالمية المواصفات وضعت الإمارات في المرتبة الأولى عالمياً في مؤشر أفضل شبكات الطرق.
كان الآباء والأجداد إلى ما قبل 60 عاماً خلت يستذكرون بمرارة أهوال الرحلة من منطقة لمنطقة حيث المسافة بين العين وأبوظبي مثلاً تستغرق ما لا يقل عن تسعة أيام بالإبل، وكان القوم يتجمعون ضمن قافلة ليأمنوا على أنفسهم مخاطر الطريق في ذلك الزمن العصيب، وحتى عندما دخلت عربات «البدفورد» كانت بحار الرمال في تلك الفيافي والسيوح من مشاق الارتحال. وقس على ذلك التنقل بين بقية المناطق.
أول طريق مسفلتة بين دبي وأبوظبي كانت من مسار واحد للاتجاهين أقيمت قبل قيام الدولة على نفقة دولة الكويت الشقيقة التي شاركنا شعبها الشقيق مؤخراً احتفالاته بيومه الوطني الـ62 تحت شعار«الإمارات تحب الكويت» وشهد تخليد إسهاماتها بمثل هذه المآثر التي شملت المدارس والمستشفيات وغيرها، وأتذكر أول رحلة لي عبره بسيارة تئن عليه وكلنا خوف وقلق عند مرور مركبة أخرى من الاتجاه الآخر.
كان ذلك شيئاً من ماضٍ نستعيده ونحن نفخر ونعتز بما تحقق، إذ أصبح بإمكانك قطع المسافة لواحة الإمارات الغناء «العين» في غضون ساعة وإلى أقصى بقعة خلال سويعات.
اليوم تلك الأحلام المبكرة للمؤسس تشهد نقلة نوعية هائلة في ظل قيادتنا الرشيدة بتدشين صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الخميس الماضي شبكة السكك الحديدية الوطنية.
إنجاز وطني استراتيجي «تبلغ آثاره الاقتصادية 200 مليار درهم حتى 2050 يربط 4 موانئ رئيسة في الدولة و7 مناطق لوجستية وينقل 60 مليون طن من البضائع سنوياً»، وكما قال سموه «شبكة قطاراتنا تعزز اقتصادنا.. وترسخ وحدة أراضينا.. وتنقلنا معاً لمستقبل أفضل بإذن الله».
إنجاز تحقق بتعاون 180 جهة اتحادية ومحلية عملت 133 مليون ساعة عمل بقيادة سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي رئيس مجلس إدارة «الاتحاد للقطارات»، وفريق نفخر به من الكوادر الإماراتية من ثمار استثمار قيادتنا في الإنسان الإماراتي لأجل الإمارات، أدام الله عزها.
المصدر: الاتحاد