وزير الدولة لشئون الاثار المصرية السابق
لم تعمل أي بعثة أجنبية أو مصرية بوادي القرود، وسبب ذلك أن العمل في هذا الوادي مكلف جداً؛ نظراً لأن هناك الوادي الضيق والوادي الواسع، وداخل الوديان آلاف الأحجار الضخمة التي تغطي الطريق، ويزن الحجر في بعض الأحيان 5 أطنان، بالإضافة إلى كميات الرديم الهائلة، ولذلك ابتعد العلماء عن هذا الوادي.
وعندما بدأنا الحفائر قامت قناة «ديسكفري» بتمويل الحفائر، ودفعت لوزارة الآثار لكي تحصل على حق تصوير أي كشف مصري. وبدأنا في إزالة أكثر من 3 آلاف حجر من الوادي الضيق، وكانت عملية شاقة جداً في السنة الأولى، وبخاصة لأننا كنا كشفنا عن 4 ودائع أساس من قبل، وهي عبارة عن حفرات في الأرض داخلها كميات من الفخار تعود للأسرة الـ18 من الدولة الحديثة، وكذلك رأس حيوانية، ومعدات نحاسية، وهذه الودائع تركها المصري القديم لأنها عبارة عن إعلان بناء المقبرة، والمعروف أن يكون هناك 5 ودائع، وبجوارها عثر على غرافيتي وأكواخ لسكن العمال.
وقبل أن نبدأ الحفائر طلبنا من جامعة تورينو الإيطالية استعمال جهاز الرادار لكي نعرف هل هناك مقبرة بجوار هذه الودائع أم لا. وعندما عملت الجامعة أفادت بوجود مدخل للمقبرة يصل بعمق نحو 5 أمتار، وعندما بدأنا الحفائر في هذا المكان لم نعثر على أي أدلة لمدخل مقبرة؛ وهذا قد يشير إلى حقيقتين: الأولى أن قراءات الرادار غير دقيقة، حيث لم يحدث في تاريخ الآثار المصرية أن كشف الرادار عن أي كشف أثري. والحقيقة الثانية أن بعض علماء الآثار قد اكتشفوا أن بعد بناء أي مقبرة كان الفراعنة يعملون 4 حفرات أثاث وفي بعض الأحيان تصبح 5، ولكن الآن تأكدنا أن الحفرات يجب أن تكون 5 حفرات.
وعندما قمنا بالبدء في الحفائر وعثرنا على الحفرة رقم 5 وبجوارها عثرنا على أول منطقة صناعية بالوادي. وهذه الاكتشافات حدثت بمدخل الوادي، وعثرنا أولاً على حفر واسعة تغطيها أحجار ضخمة، وأزلنا الأحجار، واتضح أن هذه الحفرة قد استعملت كمخزن، وبعد ذلك أمامها عثرنا على مخزن لحرق الفخار، وبالإضافة إلى الكشف عن منطقة كانت تستخدم كخزان للمياه وعثر على منطقة لعمل القطع الزجاجية والفاينس التي كانت تغطي التوابيت الملكية، وعثر على المئات منها، بالإضافة إلى خاتم عليه اسم الملك أمنحتب الثالث، وخاتم آخر من الفضة خاص بإحدى الملكات.
هذه هي أول مرة يتم الكشف بوادي الملوك عن منطقة صناعية، ولكن ما زلنا نكشف عن أسرار جديدة أخرى بالوادي.
المصدر: الشرق الأوسط