مؤسسة ومدير ة دار ورق للنشر في دبي وكاتبة عمود صحفي يومي بجريدة البيان
آنا فوكس امرأة عادية، مثل ملايين النساء حول العالم، أخصائية نفسية للأطفال، لكنها تعاني الخوف من الأماكن المفتوحة، ولذلك فهي لا تجازف بالخروج من منزلها بسهولة، لا تخرج إلا للضرورة، تجد آنا نفسها حبيسة شقة واسعة في أحد أحياء نيويورك، لا يشاركها السكنى فيها أحد، وحين تُسأل تجيب سائليها بأنها انفصلت عن زوجها، وأن ابنتها تعيش مع والدها في مدينة أخرى، ولكن الحقيقة خلاف ذلك تماماً.
من عزلتها في تلك الشقة، تطل المرأة على بيوت جيرانها عبر نوافذ كبيرة، لتراقب ما يحدث في تلك البيوت، يفصل بينها وبينهم الشارع الذي يقطع الحي بشكل طولي، وهي لا تكتفي بالمراقبة، ولكنها تتجاوز ذلك إلى تصوير المواقف المثيرة للانتباه، وحين انتقلت العائلة الثرية المكونة من أم وزوجها الثري وولدهما المراهق للشقة المقابلة لها باتت حياة تلك العائلة تحت المراقبة طوال الوقت إلى أن حدثت جريمة القتل البشعة!
تقلب هذه الجريمة حياتها رأساً على عقب عندما تبلغ الشرطة، ولكن تعقيدات أخرى في حياة الطبيبة تطفو على السطح لتضعها في محل شك، فلا تصدقها الشرطة، ولكن المرأة تستطيع بالبحث أن تثبت وقوع جريمة قتل حقيقية وليست متخيلة كما حاول القتلة إيهامها.
بقليل من الربط والتحليل تقودنا الحكاية إلى الوضع الحالي الذي وجد الناس أنفسهم فيه، معزولين ويرقبون العالم من خلال التلفزيونات والنوافذ والهواتف، بقلوب خائفة وعيون تبحث عما يمكن أن يدخل الإثارة والبهجة في مسارات أوقاتهم التي تمضي بملل واضح.إيمان الإنسان بنفسه وقوة إرادته، هما ما أنقذه من مآلات بائسة، ولهذا فإننا نتوقف طويلاً عند مشهد الفيلم الأخير، حيث تخلصت المرأة من عقدتها وغادرت الشقة نهائياً.. ما يعني أن لا شيء سيستمر على ما هو عليه، فالوباء سيصبح ماضياً، والعزلة ستنتهي ذات يوم!
المصدر: البيان