كاتب إماراتي
بات واضحاً للعيان وبما لا يدع مجالاً للشك وجود مؤامرة على المملكة العربية السعودية في ما يتعلق بقضية اختفاء الصحافي جمال خاشقجي، إذ إن التناول الغريب للإعلام الغربي والإخواني لهذا الموضوع فاق كل الوصف والتصورات، وبطريقة غير موضوعية هدفها الأول والأخير النيل من الشقيقة الكبرى.
تضخيم إعلامي لا يقبله منطق، صاحبه افتراءات مجنونة تتعلق بفرضيات مثل التي تحدث في أفلام الجريمة والخيال العلمي، وانتهاك لخصوصيات أشخاص لا شأن لهم بالقضية، تم نشر صورهم على أساس تورطهم في قضية خاشقجي.
وسائل إعلام رسمية وغير رسمية، أثبتت أنها لا تعرف شيئاً عن المهنية الإعلامية، فتلطخت سمعتها من جراء الكذب والتدليس، واختلاق قصص تُصور المملكة العربية السعودية على أنها صاحب اليد المتلطخة بالدماء التي تفتك بكل من تسوّل له نفسه الاختلاف مع سياستها الداخلية والخارجية.
هناك الكثير من المعارضين للنظام السعودي، فلماذا خاشقجي على وجه التحديد الذي ستتخلص منه بينما ستترك المعارضين الذين استمروا لسنوات طويلة في انتقادها، ولماذا هذا الاستنفار العجيب لتسييس القضية وتدويلها وجعلها محور الكون الذي لن يعتدل إلا بكشف خيوطها المخفية.
عندما نطرح هذه التساؤلات فإنها بشكل أو بآخر تشير إلى الأهداف الخبيثة التي يسعى لها بعض الأطراف لتقويض دور المملكة في العالمين العربي والغربي، والعمل على تخفيف الضغط على العقوبات الأميركية على إيران، والانتقام من الوقفة الحازمة لها ضد الإسلام السياسي وثورات الخريف العربي.
إن ردات الفعل التي صاحبت اختفاء خاشقجي، والمواقف الرسمية التي أبداها عدد من الأنظمة السياسية وضعت النقاط فوق الحروف، فعرفنا من خلالها من يسعى للتشويه والتدليس، وعرفنا من يقف إلى جانب صديقه في السراء والضراء.
المملكة العربية السعودية تقف شامخة في وجه الافتراءات التي طالتها في الآونة الأخيرة، وستثبت الأيام أن كل ما حدث ما هو إلا مكيدة عظيمة تم الترتيب لها على أعلى مستوى لأهداف دنيئة.
دولة الإمارات والكثير من الدول الشقيقة والصديقة أعلنت عن وقوفها التام والصريح مع الشقيقة الكبرى ضد هذه الحملة المسعورة، هنا أتذكر مقولة شهيرة تعبر عن هذا الواقع: «الناس سواء، فإذا جاءت المِحن… تَباينُوا».
المصدر: الإمارات اليوم