كاتب عمود يومي في صحيفة الوطن السعودية
بالعودة إلى أرشيفي الكتابي الخاص، اكتشفت أنني لم أكتب مفردة “كورونا” في كل ما سبق سوى مرة واحدة، وأيضاً في مقال لا علاقة له بفيروسنا الوطني الثقيل: هذا خطأ أعترف به من كاتب يومي يتعمد أو يتجاهل قضية رأي عام لها أركانها المكتملة. ولكن ما الأسباب؟ أولاً، سأعترف أن مشواري مع كل القضايا يميل إلى العزوف والإحجام عن طرق القصص المشبعة، وأيضاً لا أفضل دخول القضايا التي يختلط فيها العلمي البحثي مع النقل والإشاعة والتهويل. وكل ما أخشاه أن في حالة “كورونا” أشياء من الابتزاز ونفوذ كارتيل المصالح المادية وتجار الأوبئة ومنتفعي ضربة “الفيروسات” بألوانها المختلفة. أكتب اليوم، وعلى يساري في طاولة مكتبي تقرير مطبوع من هيئة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة وفيه لغة واضحة صريحة تقول بكل شفافية ما أترجمه بالحرف “إن أنفلونزا الخنازير احتوت على تهويل ومبالغة بلا أي برهان علمي، وإن وراء هذه المبالغة مصالح ترتبط بنفوذ شركات الأدوية الخمس الكبرى وأيضاً باستغلال مصالح شركات التأمين الصحي”. التقرير نفسه يشير إلى أن مجموع ضحايا كل حمم وحمى “السارس والطيور والخنازير” مجتمعة في كل الدنيا لم تصل إلى ثلاثين ألف حالة بينما قتل فيروس الأنفلونزا العادية في ذات الفترة ثلاثة ملايين إنسان على ظهر البسيطة، وهنا تبدو مفارقة الأرقام مدهشة تستحق التأمل والدراسة. وأنا هنا لن أتاجر بعواطف ومشاعر إخوتي المكلومين من ضحايا “كورونا” ولكن كل ما أخشاه أن نكتشف لاحقاً أنها مجرد تهويل ومبالغة بأهداف الابتزاز خصوصاً أنها هذه المرة اختارت الاقتصاد الكوني الأعلى القادر على الدفع بالمليارات الصعبة. الأبحاث العلمية المؤكدة تقول إن الأنفلونزا الاعتيادية قد قتلت في السعودية ثلاثة أضعاف ضحايا كورونا وذات البحث العلمي الذي قرأته مساء البارحة يقول إن “كورونا” كفيروس هو ابن عم “السارس” ومن ذات العائلة. للمعلومية فقط: نحن أعلى بلد في الدنيا دفع فاتورة أنفلونزا الخنازير بحساب عدد السكان إلى شراء المصل.
المصدر: الوطن أون لاين