رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم
برنامج «دروب»، الذي يقدمه المتميز علي آل سلوم، يعتبر واحداً من أجمل البرامج في رمضان، ويمكن تصنيفه ضمن أدب الرحلات، حيث يقدم معلومات غزيرة ومفيدة عن مختلف شعوب ودول العالم، خصوصاً تلك البعيدة والغريبة، التي لم تُكتشف سياحياً على نطاق واسع إلى الآن.
المثير في الأمر، هو ما لاحظه علي آل سلوم، عند تسجيله حلقات البرنامج في مختلف دول وقارات العالم، سواء في أواسط وأدغال إفريقيا، أو في جزر المحيط الهادي، أو في مدن وسهوب وسط آسيا، فبمجرد أن يقول إنه من مدينة دبي، يجد الدهشة والفرحة تقفزان تلقائياً إلى عيني سائله، فإن كان السائل إنساناً عادياً، فغالباً يعقّب قائلاً: «أتمنى زيارة دبي»، وإن كان مسؤولاً حكومياً أو سياحياً، فإنه يقول: «نتمنى أن نصل إلى ربع ما وصلت إليه دبي».
كلمات آل سلوم جعلتني أستحضر تصميم ذلك المبنى الجميل، الذي شاهدته في أستانة عاصمة كازاخستان، وهي بالمناسبة مدينة حديثة وجميلة، وهي في بدايات خطواتها نحو جذب السياحة والمعارض الدولية، تصميم المبنى شبيه إلى حد التطابق بفندق أتلانتس القابع في جزيرة النخلة، بالروح نفسها، والشكل نفسه، وأستانة ليست وحدها التي اقتبست تصاميم مباني دبي، فهناك مبنى شبيه جداً ببرج العرب في مدينة باكو بأذربيجان، بل إن هناك مبنى شبيهاً جداً بتصميم برج خليفة، لكنه أصغر حجماً في مدينة ميلان الإيطالية، وهذا كله إن دل على شيء، فإنما يدل على روح التطور التي تنشرها دبي في مختلف مدن العالم، لتكون هي المدينة الملهمة، والمدينة النموذج التي يتبعها كل من يريد التطور والرقي!
إنه نموذج دبي الذي انتشر عالمياً، وأصبح علامة تجارية مسجلة باسم دولة الإمارات، علامة تعني الجودة والرقي، ليس فقط في أشكال المباني وتصاميمها، بل علامة مسجلة تعني الخدمة الفائقة، وأصبحت مرادفاً للتميز وكسر البيروقراطية والروتين، وتوفير احتياجات البشر بسهولة ويسر لا يخطران على قلب بشر.
الإمارات ودبي نموذج فريد في كيفية اكتساب احترام جميع دول وشعوب العالم، وفي كيفية إدارة المال لتحقيق أهداف مشروعة، تعود نفعاً على القريب والبعيد، نموذج في كيفية تسخير الإمكانات لتحقيق طموحات عالية جداً، فقبل 40 عاماً لم يكن نصف سكان العالم وأكثر يسمعون بالإمارات، واليوم يتمنى نصف سكان العالم وأكثر العيش في دبي، أو على الأقل زيارتها، والتقاط الصور التذكارية بين معالمها المميزة، هذا باختصار هو الإنجاز الحضاري الذي يستحق أن يفخر به العرب جميعاً!
لم نفخر يوماً بالنفط، فنحن ندرك أنه ناضبٌ لا محالة، ولم نعبث بالمال في نشر الدمار والفوضى، بل سخّرنا المال لخدمة ورفاهية الشعب، ورفع مستوى الحياة للمواطن والمقيم والزائر، لم نقلّد أحداً، ولا نريد إلحاق الضرر بأحد، وخبرات الإمارات ودبي ونجاحاتها متاحة للجميع، نصدِّر الخير للجميع، ولا نريد إلا ضمان استمرارية الأمن والأمان والاستقرار لدولتنا ودول العالم، هذه هي سياسة الإمارات التي جعلت اسم الإمارات مرادفاً للخير والاستقرار، وعوناً لكل محتاج، وسنداً لكل ضعيف، وهدفاً لكل طموح!
المصدر: الإمارات اليوم