من الصعب التوصل إلى قرار بشأن حجم الجهاز اللوحي الذي ترغب في اقتنائه، لأن جميع الأجهزة تقع في مدى اختلاف في مقاساتها يبلغ ثلاث بوصات، وهو مدى لا يرقى كثيرا إلى المطلوب، ولذا يتعذر على المهووسين بالتقنيات وممارسيها معرفة القرار.
إن نصف الأجهزة اللوحية الرئيسية هي بسماكة المجلات النحيفة بشاشات قياس سبع بوصات، أما النصف الآخر فتزداد سماكة الأجهزة فيه إلى الضعف من الأجهزة الأولى، ولكنها تكون بشاشات مقاس 10 بوصات. وحتى لو لم يكن هذا قرارا يغير مجرى الحياة، إلا أنه يبقى أمرا محيرا.
* خيارات متعددة
* وتقدم الشركات التي تصنع الأجهزة اللوحية بعض التوجيهات الأساسية، لكنها تبقى مبهمة بعض الشيء. فالإعلانات التسويقية من «غوغل» تقول إن جهازها اللوحي بقياس 10 بوصات هو مناسب للاستخدام على طاولات المقاهي، أو لدى ركوب الحافلات. أما جهازها «نيكسوس 7» فمصمم لمرافقتك إلى أي مكان. ويقول بيتر لارسون نائب رئيس «أمازون» لقسم قارئات «كيندل» إن جهاز «كيندل فاير إتش دي» هو صغير بما فيه الكفاية ليناسب المحفظة، لكنه لا يذكر أين المكان الذي يناسب جهاز «كيندل فاير إتش دي» قياس 8.9 بوصة.
ولكن هنا الخطوة الأولى التي ينبغي أن نتذكرها، وهي أن جميع الأجهزة اللوحية يمكنها تصفح الشبكة، والكشف على البريد الإلكتروني، وتشغيل التطبيقات. وبعضها أفضل بنواحٍ معينة من هذه من البعض الآخر، بيد أن الفرق في قياس الشاشة لا يغير أساسا من طبيعة الآلة.
وسارة روتمان إيبس كبيرة المحللين في «فوريستر ريسيرتش» لها أسلوبها الجميل في وصف ذلك بقولها إن الأجهزة اللوحية من الأحجام المختلفة هي مثل سكاكين المطبخ، «إذ يمكن الحصول على سكين الطاهي الكبير قياس ست بوصات، أو سكين رئيس الطهاة قياس ثماني بوصات، أو سكين التقشير الصغير، لكن جميعها تستطيع تقطيع الطعام».
وتضيف إيبس أن المزيد من الأشخاص شرعوا يستخدمون الأجهزة اللوحية في منازلهم، حيث الاعتقاد السائد أن الشاشات الكبيرة من شأنها أن تشكل ورقة رابحة أكثر لمثل هذه الأجهزة الجوالة. ويتفق مع هذا الرأي جيكوب نيلسن رئيس مجموعة «نيلسين نورمان غروب» الذي يدرس واجهات التفاعل الخاصة بالمستخدمين منذ قرابة 30 عاما بقوله: «لدى مقاربة مسألة حجم الشاشة، فإنه كلما كانت أكبر كانت أفضل».
لكن هذه ليست الصورة الكاملة، فكل هذه المكاسب لا تحسب على صعيد شعبية الأجهزة الصغيرة. فهذه الأخيرة تعوض عن صغر شاشاتها ومحدودية طاقتها الكومبيوترية بسهولة الإمساك بها، وهذا مختلف عن قابليتها للحمل والتجول بها.
وتعتبر أجهزة الهاتف خفيفة بما فيه الكفاية للإمساك بها، كما أنه لا يتوقع من أجهزة اللابتوب الإمساك بها فترة طويلة، ما لم تكن منقولة في حقيبة. لكن الأجهزة اللوحية تميل، لا إلى حملها كالمجلات، بل الإمساك بها أيضا مثلها. وهذا الجيل من الأجهزة اللوحية ليست الأفضل استخداما خارج المنزل، ولكنها أيضا أكثر راحة بالإمساك بها في المنزل، وفي الحافلة، وفي السرير، حيث تكون عندها أكثر استخداما. أما اللوحيات الأكبر فتصبح بعد فترة مزعجة، نظرا إلى وزنها.
* نصائح وحلول
* لذا ففي النتيجة ينبغي الحصول على جهاز لوحي صغير في غالبية الأحوال، باستثناء هذه الحالات:
– إذا كنت تشكو من عيوب في النظر فإن النصوص في التطبيقات والمجلات أو الكتب الإلكترونية بالشاشة الأقل حجما لا تظهر كبيرة، كما هو الحال في الجهاز اللوحي المكتمل الحجم.
– إذا كنت تقرأ الكثير من المجلات التي لم يصمم بعضها في أجهزة «آي باد» لكي تناسب عملية لف الصفحات نزولا وصعودا بنصوص كبيرة، بيد أن بعض الناشرين الصغار نقلوا مجلاتهم إلى الأجهزة اللوحية عن طريق إنتاج ما يسمى نسخة طبق الأصل للصفحة المطبوعة. ولدى تقليصها لكي تناسب الشاشة، يتعذر قراءة هذه الصفحات تقريبا على اللوحيات الصغيرة، سواء كانت مزودة بشاشات عالية التحديد أو لا، من دون تكبيرها.
– إذا كنت تملك أصابع سميكة وتعمل على جهاز «آي باد ميني»، كما يقول نيلسين، لأن تطبيقه مصمم للعمل على جهاز «آي باد» مكتمل الحجم، ولا يمكن تصغيره، من دون تعقيد عملية الضغط على أزرار الشاشة. ويضيف أن «محدودية الشاشة ووضوحها ليسا بأهمية الأزرار التي ينبغي أن تكون أكثر من سنتيمتر مربع في الحجم. ولكنني لم ألاحظ أي مشكلات لواجهات التفاعل تتعلق باللوحيات الصغيرة».
– إذا كنت تقدم محاضرات أو تدعو نفسك مصورا فإن اللوحيات الصغيرة هي أجهزة شخصية، لكن اللوحيات الكبيرة المكتملة الحجم يمكنها أيضا العمل كأدوات عرض صغيرة بالنسبة إلى الأطباء الذين يعرضون صور الأشعة السينية، والمهندسين الذين يعرضون عليه الخرائط والمخططات، أو رجال المبيعات الذين يعلنون عن بضاعتهم للزبائن المحتملين. فهم قادرون على الحصول على الكثير من الشاشات الكبيرة العالية الوضوح والتحديد الخاصة باللوحيات الكبيرة.
– إذا كنت ترفع الكثير من المذكرات، وترسل الكثير من الرسائل الإلكترونية من جهازك اللوحي، فلماذا ترغب في القيام بذلك عن طريق جهاز لوحي صغير؟ وقد أبلغني جو براون رئيس تحرير مدونة «غزمودو» للمعدات والأجهزة بأن الطباعة باللمس على الشاشة حتى على اللوحيات الكبيرة ليس فعالا كاستخدام لوحة المفاتيح العادية. «ومن الأفضل الالتزام فقط باللابتوب» كما يقول، ما لم تكن لا تملك واحدا منه.
– قد ترغب في جهاز يلي عصر الكومبيوتر «بي سي»، لأن الناس المهووسين بالتقنيات يفضلون الأجهزة اللوحية التي يمكن إتقان استخدامها خلال ثوانٍ. كما أن الشروع بتشغيلها لا يستغرق كثيرا، من دون أن تتعطل أو تتوقف، إلا نادرا. ولكن لأن أخف أجهزة اللابتوب تكون عادة أكبر قليلا من الأجهزة اللوحية على صعيد حجم الشاشة، وأثقل بمقدار رطل (الرطل 453 غم تقريبا) أو رطلين من الجهاز اللوحي المكتمل الحجم، لذا فإنه من الأولى الحصول على جهاز لوحي كبير.
– إذا كنت من هواة ألعاب الفيديو، ورغبت في شراء جهاز لوحي مزود بآخر صيحات الرسوم البيانية (غرافيكس)، عليك الحصول على جهاز لوحي كبير، أو «إكسبوكس».
– إذا كنت من ذوي الأجسام الضخمة، أو الطويلة، أو الرياضيين المحترفين، فأنني أعتقد أن أن الجهاز اللوحي الكبير يشعرك بشعور الجهاز الصغير بالنسبة إلى ذوي الأجسام الضئيلة الصغيرة.
* تجربة الأجهزة ناثان وينر كبير المديرين في شركة «بوكيت»، التي هي خدمة تتيح للأشخاص حفظ القصاصات للاطلاع عليها لاحقا على الجهاز اللوحي، يقول إن «اللوحيات الصغيرة تبدو مثل الكتب، لكنها أخف منها وزنا بكثير، وهذا إنجاز كبير. أما جهاز «آي باد» الكبير فهو يتطلب عملا وجهدا أكثر. فأنت تحاول دوما أن تستخدمه في السرير، أو الحافلة، بحيث يبدو دائما ثقيلا. ولا أريد هنا أن أبدو كما لو أنني أعاني من ساعدين ضعيفين، لكنه كان أقل مصدرا للتعب في هذا الإطار».
وفي نهاية المطاف فإنه بغض النظر عن النوع الذي ستقتنيه، فإنه يتوجب عليك أن تقصد المتجر المحلي الذي يبيعه لتقوم بتجربته عن طريق استخدام التطبيقات، وتصفح الشبكة، وتجربة البريد الإلكتروني، وعرض الأفلام السينمائية، وتصفح المجلات، وبالتالي لنتثبت مما نذكره في هذا المقال، حمله بالطريقة التي تحمله في المنزل لمدة دقائق معدودات. فأنت تستحق أن تأخذ وقتك الكافي في هذا السياق، فإذا كنت لا تزال خائفا من اختيار النوع غير المناسب، تذكر أنه لا يوجد نوع غير مناسب.