ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي
«يظن كثير من رجال الإدارة أن العلاقات الإنسانية فصل في كتاب تنظيم العمل، وهم مخطئون في هذا، فالعلاقات الإنسانية هي كل الكتاب». بيلفر شتاين
بدأ كريك ماكوين كتابه «Essentialism»، الذي يُعَدُّ من الكتب الأكثر مبيعاً على قائمة «نيويورك تايمز» بهذه القصة: كان من أمنياته أن يجد وظيفة مرموقة في شركة كبرى، فتحقق ما حلم به بأن تم تعيينه في إحدى شركات وادي السيليكون المشهورة، ولأن الفرصة جاءته على طبق من ذهب، فقد حرص منذ البداية على أن يترك «انطباعاً حسناً» أمام الجميع، وكانت وسيلته أن يقول «نعم» لكل طلب وأمر! لكنه اكتشف بعد فترة من الزمن أنه «غير سعيد»، وأن حياته أصبحت مملوءة بالضغوط التي لا تنتهي، وأن مهامه الوظيفية المنجزة أصبحت تقل يوماً بعد يوم، وبكفاءة أقل، حتى جاءت الطامة بأن الشركة عرضت عليه «تقاعداً مبكراً»! هنا فقط توقف واستدرك خطأ الماضي، وقرر أن يقول «لا» لكل أمر غير مهم، لدرجة أنه أصبح لا يحضر الكثير من الاجتماعات، وكان عذره أن لديه مهام أكثر أهمية، بل إنه طلب من زملائه عدم التواصل معه وهو خارج أوقات العمل، فماذا كانت النتيجة؟ أصبح أكثر تنظيماً، بدأ يعيش حياته الطبيعية مع أسرته، وراح يمارس الكثير من هواياته، والمفاجأة السارّة كانت حصوله على أفضل تقييم وظيفي!
وهذه «داون ريزنبرج» تتساءل: هل تستطيع أن تقول «لا» لمديرك؟ الجواب: بالطبع إنك تستطيع إذا كان لديك «سببٌ مقنع»، وتمكنتَ من تبيانه في الوقت المناسب.
وثمّةَ ثلاث طرائق ليكون عذرك مقبولاً:
– ضع كل مهامك الحالية أمام مديرك، ليدرك أنك بالفعل لا تستطيع تحمل مهام إضافية.
– وضّح لمديرك أن مهامك الحالية ستتأثر سلبياً، إذا أُضِيفَتْ إليها المهمة الجديدة.
– كن صريحاً، واعترف لمديرك بأنك لا تمتلك «المهارات» اللازمة للقيام بالمهمة الجديدة، لأنّ هذا الاعتراف، وهذه الصراحة، أفضل بكثير من أن يتوقع مديرك منك الكثير ولا يجد إلا القليل! وعليك أن تنتبه، فهذا العذر لن يكون مقبولاً في المستقبل، لذلك اجتهد ونَمِّ نفسك لتتقن كل المهارات المرجوة.
دراسة أسترالية مشهورة أُجْرِيَتْ على أناس طاعنين في السن، كان السؤال: ما الأمرُ الذي ندموا عليه أشد الندم في حياتهم؟ فكان الاتفاق على أنهم تمنوا لو عاشوا حياتهم كما يريدون لا كما يريد الناس!
Saeed_AlSuwaidi@
المصدر: الإمارات اليوم
http://www.emaratalyoum.com/opinion/2015-03-05-1.762588