عقد المعنيون في قطاعات البنوك والتأمين والصيرفة والقطاع المالي، اجتماعاتهم تحت مظلة وزارة التوطين والموارد البشرية، تناقشوا وتباحثوا حول إمكانات توظيف المواطنين لديهم، ضمن المسرعات الحكومية، وقرروا دون أي ضغوط حكومية توظيف مجموعة من المواطنين في فترة زمنية لا تتجاوز 75 يوم عمل، وتعهدوا بذلك، ووعدوا بالالتزام.

عدد الشواغر التي تعهدوا بتوظيف المواطنين فيها هو 1000 وظيفة، هم وضعوا هذا الهدف، وهم من تعهد بالوصول إليه خلال 75 يوم عمل، لم يجبرهم أحد، بل إنهم أعلنوا هذا التعهد أمام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي بارك خطاهم، ووعد بمتابعته الشخصية لهذه التعيينات بعد انتهاء المدة، ليتأكد من صدقية العهد الذي قطعوه على أنفسهم بأنفسهم، ويطمئن على وصولهم إلى الهدف الذي أعلنوه، وهو تعيين مواطنين في 1000 وظيفة خلال 75 يوم عمل!

المهلة شارفت على الانتهاء، بقي منها أقل من أسبوعين، والنتائج إلى هذه الساعة ليست مشجّعة، فالأرقام تشير إلى عدم اكتمال عمليات التوظيف، وعدم سيرها بالمعدل المناسب كي تصل إلى الهدف المطلوب، وهناك بنوك ومصارف يبدو أنها لن توفي بالوعد والعهد، ولن تصل إلى عدد التعيينات التي تعهدت بها ضمن عملية المسرعات الحكومية، فمازالت إلى يومنا هذا أكثر من 400 وظيفة لم يشغلها مواطنون، والوقت يمرّ، والجميع في انتظار المحصلة والنتيجة النهائية!

وحتى نكون منصفين، فليس الجميع سواسية، وليست جميع البنوك والمصارف غير ملتزمة وغير جادة في التوظيف، بل إن هناك من التزم بتوظيف عدد من المواطنين، وتجاوز الآن ذلك العدد، بمعنى أنه وظّف أعداداً تفوق ماتعهد به، وهناك من تعهد والتزم بتعهده، ووظف المطلوب منه، كما أن هناك بنوكاً ومصارف لم توظف في هذه الفترة مواطنين إضافيين، لكن نسبة التوطين فيها أصلاً عالية، هذه جميعها تستحق شكر وتقدير واحترام الحكومة والمجتمع، فلقد أثبتت إخلاصها ووفاءها للمجتمع وأبنائه المواطنين، وفي المقابل، هناك من تجاهل كل شيء، وتجاهل العهد والوعد، وتجاهل المجتمع والمواطنين، ولم يثبت أي نيّة حسنة في توظيفهم، هذه المصارف والبنوك تحتاج إلى وقفة حكومية وشعبية، وتستحق أن يتجاهلها الناس والمجتمع، وتتجاهلها الحكومة أيضاً، و«كما تدين تدان».

وزارة التوطين والموارد البشرية قامت مشكورة بنشر قائمة كاملة لجميع البنوك التي شاركت في المسرعات، ووضعت أمام كل منها خانة العهد الذي قطعته على نفسها في توظيف المواطنين، وخانة أخرى للتوظيف الفعلي الذي قامت به في الفترة الماضية، وقبيل انتهاء المدة المحددة!

القائمة كاملة منشورة، ولكن وددت إلقاء الضوء على أفضل ثلاثة بنوك موقعاً في المسرعات الحكومية لتوظيف المواطنين، وأسوأ ثلاثة بنوك وفاء بالتزامها حتى الآن، مع العلم أن هذه القائمة ليست نهائية، وهي قابلة للتعديل، فمازالت لدى البنوك فرصة للتعيين خلال الأسبوعين المقبلين.

أفضل وأقوى ثلاثة بنوك هي مصرف أبوظبي الإسلامي، الذي تعهد بتوظيف 25 مواطناً، ووظّف فعلياً 51، تلاه بنك رأس الخيمة، الذي أعلن تعيين 23، ووظّف فعلياً 27، ثم بنك دبي الإسلامي، الذي أعلن تعيين 30، ووظف فعلياً 31، هذه لها كل تقدير واحترام وشكر من المجتمع والحكومة والشباب الذين تم توظيفهم.

أما أضعف ثلاثة بنوك، إلى الآن، فهي: بنك المشرق، الذي أعلن توظيف 150 مواطناً، وعيّن فعلياً 45 فقط، ثم بنك أبوظبي التجاري، الذي أعلن توظيف 25، وعيّن فعلياً سبعة، ثم بنك الاتحاد الوطني، الذي أعلن تعيين 50 مواطناً، وعيّن فعلياً 23، ولهذه، وغيرها من البنوك التي مازالت بعيدة عن تعهدها، نقول لمسؤوليها: مازال لديكم وقت للالتزام بتعهداتكم قبل أن تجلسوا مرة أخرى مع محمد بن راشد ليرى ويتابع معكم أرقام وأعداد المواطنين الذين تعهدتم بتوظيفهم، فلا تضيعوا الوقت، وشاركوا بجد أكثر في أيام التوظيف المفتوحة التي ستنظمها الوزارة قريباً!

المصدر: الإمارات اليوم