يدون ويغرد في مجالات الآداب والسياسة والاجتماع. صدر له رواية بعنوان ( سور جدة ) وكتاب ساخر ( كنتُ مثقفاً ).
منذ فترة طويلة وأنت تسمع عن الفساد ككلمة عمومية، ولكن هنا سأشرحها بحكاية حقيقية، يوم 3 مايو 2006 تمت ترسية عقد حكومي لبناء وتشغيل مستشفى صغير (مائة سرير) في محافظة بيش في منطقة جازان، العقد نص أن مدة المشروع 24 شهراً تنتهي بالضبط يوم 11 إبريل 2008، الآن بعد مرور ست سنوات ونصف السنة لم يتم افتتاح المستشفى وبسبب هذا التأخير قد ترتفع تكلفة البناء والتشغيل من 61 مليون ريال إلى 150 مليون ريال، مؤخراً نشرت صحيفة الشرق وبالصور أن موقع المستشفى الجديد خطر وهو آيل للسقوط وبالتالي لن يتم افتتاحه كما هو متوقع العام المقبل!
محافظ بيش خالد القصيبي بنفسه يتساءل لماذا لم يُفتتح المستشفى؟ ووصل هذا التساؤل لوزارة الصحة، وزارة الصحة تلوم المقاول، المقاول رد التهمة بأن السبب هو تأخر المخصصات للمحولات والغلايات والمولدات والفرش الطبي والسقف المستعار، هيئة مكافحة الفساد قبل شهرين -بدري- تدخلت بخطاب شديد اللهجة.. إلخ.
قبل عام تقريباً -وأثناء ممارسة لعبة “الهرب من المسؤولية” الذكية والمسلية- ذهب رئيس المركز الثقافي في بيش الأستاذ يحيى نهاري مع زوجته الحامل لمستشفى بيش الوحيد والمتهالك، وبسبب ازدحام المرضى ونقص الإمكانات وصف لها الطبيب دواء خاطئاً، بعد تلك الليلة توفيت الزوجة وجنينها لتترك خلفها طفليها ثامر وراما وفجيعة زوج، من يدفع الثمن؟ طبعاً لا أحد هكذا يحدث الفساد يسرق منا أغلى ما نملك , يجعل حياتنا بائسة وينمو ويزدهر ولا أحد يستطيع محاسبته علناً.