اعتبر السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون بكلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنه لا يترتب اعتماد مستقبل سوريا على مصير الأسد، وندد بالاعتداء «الكريه والوحشي»، على قافلة المساعدات الإنسانية، ودعا في كلمته في افتتاح أعمال الدورة ال71 للجمعية العامة للأمم المتحدة، جميع الأطراف لوضع حد للقتال وبدء المفاوضات، مؤكداً استحالة التسوية بالقوة العسكرية في سوريا. بدوره أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن لا حل عسكرياً في سوريا، ودعا لإنهاء الاحتلال «الإسرائيلي» لفلسطين وتوحيد الجهود لمحاربة «داعش»، كما دافع عن الاندماج العالمي وندد بسياسة بناء الجدران في وجه المهاجرين.
واتهم كي مون في كلمته النظام السوري بقتل المدنيين، وقال إن حكومة دمشق تستمر في قصف الأحياء السكنية واحتجاز المدنيين. وجدد دعوة كافة الأطراف التي تتمتع بنفوذ إلى العمل من أجل وقف القتال وبدء المحادثات، وذلك بعد انهيار هدنة استمرت أسبوعاً.
وأكد من جهة أخرى أن الغارة التي استهدفت قافلة مساعدات إنسانية في أورم الكبرى في ريف حلب مساء الاثنين، «يبدو أنها متعمدة»، مضيفاً أن «أولئك الذين قصفوا الضحايا جبناء».
ووصف العاملين في المجال الإنساني في سوريا ب«الأبطال»، ونعت الذين قصفوهم ب«الجبناء» الذين يجب أن« يحاسبوا على أفعالهم».
وقال بان كي مون إن النزاع في سوريا هو النزاع «الذي يوقع أكبر عدد من القتلى ويتسبب بأكبر قدر من زعزعة الاستقرار» مهاجماً بشكل أساسي نظام الرئيس بشار الأسد.
وقال في هذا الإطار «الكثير من المجموعات قتلت مدنيين أبرياء، ولكن أياً منها لم يقتل بقدر الحكومة السورية التي تواصل استخدام البراميل المتفجرة ضد مناطق سكنية وتعذيب الأسرى بشكل ممنهج».
وتحدث من جهة أخرى، عن إضاعة فرصة تحقيق السلام بين الفلسطينيين و«الإسرائيليين»، وكذلك عن استمرار الانقسام الداخلي الفلسطيني. وقال إن «حظوظ مشروع حل الدولتين تتراجع بشكل يومي». وقال إن «استبدال حل الدولتين بفكرة دولة واحدة سيأتي بنتائج سيئة، حيث سيحرم الفلسطينيين من حريتهم ومستقبلهم المشروع، ويدفع «إسرائيل» نحو مزيد من العزلة العالمية».
وتحدث عن أزمة الهجرة، وقال إن على الدول أن تنظر في العوامل التي تجبر الأفراد على الهجرة، ودعا إلى الاستثمار في حل النزاعات والدبلوماسية والحفاظ على السلام. وقال إن اللاجئين والمهاجرين غالباً ما يواجهون كراهية، مشيراً إلى أن المسلمين بوجه خاص يواجهون «أفكار مسبقة وشبهات». وأضاف أمام الجمعية العام للأمم المتحدة» أقول للقادة السياسيين والمرشحين: «لا تنخرطوا في معضلة سياسية ساخرة وخطيرة تقول إنكم تكسبون الأصوات من خلال تقسيم المواطنين وترسيخ الخوف».
كما تطرق المسؤول الدولي إلى الإنجازات المحققة على مستوى الصحة العالمية. وتحدث عن المنظمة الدولية وقال، إن هناك مخاطر تهدد فاعلية مجلس الأمن، فيما لم تتفق الدول الكبرى بعد على إصلاحه. وغطت كلمة الأمين العام للأمم المتحدة عددا من القضايا الدولية شملت الإنجازات التي حققتها المنظمة الدولية حول العالم، وكذلك الإصلاحات التي تحتاج إلى تنفيذها لزيادة فاعليتها والتحديات المناخية التي تواجه الكوكب.
من جانبه، أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما في آخر كلمة يلقيها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن الدبلوماسية هي الطريق الوحيد لإنهاء الحرب المستمرة في سوريا منذ أكثر من خمس سنوات.
وقال أوباما: «لا يمكن تحقيق نصر عسكري حاسم، وعلينا أن نبذل جهوداً دبلوماسية حثيثة تهدف إلى وقف العنف وتوصيل المساعدات إلى المحتاجين».
ودعا أوباما «إسرائيل» لإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية ووقف الاستيطان. وقال إن الطرفين يمكن أن يستفيدوا إذا أقرت «إسرائيل» بأنه لا يمكنها احتلال واستيطان أراض فلسطينية للأبد ورفض الفلسطينيون التحريض على العنف واعترفوا ب«إسرائيل».
ووجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما انتقادات حادة إلى روسيا، بسبب دعم النظام السوري في ضوء انهيار الهدنة، إضافة إلى توغل موسكو في أوكرانيا. وقال: «نرى روسيا تحاول استعادة المجد الضائع عن طريق القوة».
ودون أن يذكر على وجه التحديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أو غيره من قادة العالم، أعرب أوباما عن إدانته ل«الأقوياء» الذين يسعون للحفاظ على السلطة عبر الحملات السياسية المستمرة في أوطانهم أو عن طريق خلق صراعات في الخارج. ودافع أوباما في خطابه عن التقدم الذي أحرزه الاندماج العالمي، وشجب الرغبة الانعزالية لبناء الجدران. وقال أوباما إن تزايد عدم المساواة الاقتصادية أدى إلى زيادة الطائفية العرقية والدينية، وكذلك النزعة القومية العدوانية والشعبوية.
وأضاف أوباما «اليوم الدولة المحاطة بأسوار تسجن نفسها فقط»، في إشارة إلى دعوات المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب لبناء جدار على طول الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.
كما أكد ضرورة أن تعمل الدول سوياً لضمان تقاسم الفوائد الناتجة عن الاندماج العالمي. وقال لا يمكن القبول بأن يسيطر 1% من سكان العالم على ثروات 99%، مطالبًا بدعم العمال، لكى يعيشوا في حياة كريمة.
ودعا الرئيس الأمريكي إلى توحيد الجهود للقضاء على تنظيم «داعش» فكرياً وميدانياً، مشيراً إلى أن دولاً كبيرة من بلدان الشرق الأوسط تواجه تحديات أمنية كبيرة.
وقال إن التطرف والعنصرية والتمييز يجب القضاء عليها، مؤكداً في نفس الوقت أن «العديد من الحكومات تضيق على الحريات وتلاحق الصحفيين».
ورأى أوباما أن عدد الدول الديمقراطية حول العالم تضاعف خلال ال 25 عاماً الماضية، قائلاً: «إنشاء ديمقراطية حقيقية أمر صعب ولا يحدث دفعة واحدة.. وإذا أردنا بناء ديمقراطيات حقيقية علينا بناء المؤسسات أولاً قبل الانتخابات».
من جانبه، حمل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند النظام السوري «مسؤولية فشل» وقف إطلاق النار في سوريا. قال هولاند :«ليس لدي سوى كلمة واحدة: هذا يكفي «في إشارة إلى ضرورة وقف القتال في سوريا، قبل أن يعلن أن النظام السوري» مسؤول عن فشل وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا قبل نحو أسبوع.
وأضاف هولاند «إن التاريخ سيعتبر المأساة السورية عاراً على المجتمع الدولي ما لم نعمل سريعاً على وضع حد لها» واصفاً مدينة حلب «اليوم بالمدينة الشهيدة».
وتابع الرئيس الفرنسي «أن آلاف الأطفال يسحقون تحت القنابل، والجوع ينهش مجموعات سكانية بكاملها، كما تتعرض قوافل إنسانية للقصف، ويتم استخدام الأسلحة الكيميائية».
ووضع هولاند «أربعة شروط» لفرنسا بالنسبة إلى الملف السوري هي: «فرض وقف لإطلاق النار، ضمان التسليم الفوري للمساعدات الإنسانية، إفساح المجال أمام استئناف المفاوضات السياسية، ومعاقبة من استخدم الأسلحة الكيميائية». (وكالات)
المصدر: الخليج